بدأت اليوم الاثنين بجنيف جولة المحادثات الجديدة من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى التي تضم ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن زائد ألمانيا حول برنامج إيران النووي في أول مناقشات رفيعة المستوى بين الجانبين منذ أكتوبر 2009 . ويضم الوفد الإيراني لهذه المحادثات التي تجري بمقر البعثة السويسرية في الأممالمتحدةبجنيف وتدوم يومين رئيسه سعيد جليلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكل من مساعدي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أبو الفضل ظهره وند وعلي باقري, ومساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية علي آهني. وفي المقابل فإن وفد مجموعة "5+1" سيكون برئاسة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون, إضافة إلى مساعدي وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكان جليلي قد بعث في السابع من شهر أكتوبر الماضي رسالة إلى اشتون حدد فيها شروط ايران لاستئناف المحادثات مع مجموعة (5+1) إضافة إلى طرح 3 أسئلة "وهي تحديد الهدف من المحادثات وما إذا كانت بهدف التعامل والتعاون أم استمرار سياسة العداء ومعارضة حقوق الشعب الايراني وهل سيلتزم الطرف الآخر بمنطق الحوار والتخلي عن التهديد بممارسة الضغوط وما هو موقف مجموعة "5+1" حيال الترسانة النووية الإسرائيلية". وتعقد اجتماعات جنيف وسط أجواء يسودها الترقب بشأن فرص تحريك هذا الملف العالق بين طهران والمجموعة الدولية منذ عدة سنوات. وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن تشكل هذه المحادثات "بداية لإعادة التواصل" وللمرة الأولى على هذا المستوى منذ أكتوبر 2009 مع إيران و"ان تحقق نتائج في نهاية المطاف". ورحبت اشتون قبل توجهها إلى جنيف باعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا قرارا بإنشاء صندوق لليورانيوم منخفض التخصيب تحت رعاية الوكالة. وشددت اشتون على دعم الاتحاد الأوروبي القوي للاستخدامات متعددة الأطراف لدائرة الوقود النووي مشددة على أنه يمكنها أن تسهم في إتاحة استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية لكافة الدول مع خفضها في الوقت نفسه لمخاطر الانتشار النووي وتجنب أي تشويه. وأكدت أيران في كل مرة أنها لن تتفاوض بشأن حقوقها غير القابلة للتصرف فى تخصيب اليورانيوم خلال المحادثات مع القوى الست. وفي هذا الاطار حث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مؤخرا الدول الست على الاستفادة من فرصة المفاوضات مع طهران في جنيف ودعاها الى قبول بلاده " دولة نووية" مؤكدا أن "حقوق الشعب الايراني النووية غير قابلة للتفاوض". وشدد على أن "الحوار يجب أن يتناول التعاون البناء" معربا عن استعداد بلاده للتعاون في مجالات مثل الاقتصاد والطاقة النووية والامن الدولي والقضايا السياسية الدولية وحل المشاكل العالمية. من جهته اعتبر أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان عودة الدول الست الى المفاوضات "تعني اقرارا بعدم جدوى سياسة الضغوط على طهران". ويتهم الغرب ايران منذ وقت طويل بتطوير اسلحة نووية سرا تحت ستار مدني الامر الذي تنفيه طهران و تؤكد على الاغراض السلمية لبرنامجها النووى. وكانت ايران أعلنت عشية انطلاق المحادثات عن تحقيق انجازات نووية وانها اصبحت تتمتع بالإكتفاء الذاتي في انتاج مسحوق اليورانيوم المكثف الذى يطلق عليه تسمية (الكعكة الصفراء). يذكر أن مسحوق اليورانيوم المكثف يتم استخراجه من اليورانيوم الخام وتنقيته من الشوائب ومعالجته كيماويا وهو مسحوق غير قابل للذوبان فى المياه ويحتوى على حوالي 80 فى المائة من اليورانيوم.