دعا إعلان الجزائر الذي توج أشغال الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الإحتلال مساء يوم الإثنين بالجزائر العاصمة إلى ضرورة تأسيس شبكة عالمية لدعم الأسرى و المعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني. وأكد ذات الإعلان الذي تمت تلاوته في ختام أشغال الملتقى على أن تعمل اللجنة التحضيرية لهذا الأخير من أجل إيجاد الترجمة العملية لهذه الألية و تنفيذها. و أشار الإعلان إلى أن قضية الأسرى و المعتقلين هي من نتائج و إفرازات الإحتلال الصهيوني و مخططاته العدوانية مما يؤكد أن المقاومة هي حق مشروع للشعب الفلسطيني و الأمة العربية والإسلامية وواجب ديني و وطني و قومي و إنساني يفرض على الأمة تبنيه و احتضانه و دعمه من أجل تحرير الأرض و الإنسان و المقدسات و استرداد الحقوق كافة. و أفادت ذات الوثيقة أن "الأسير في ظل الإحتلال مقاومة و رمز لنضال الأمة ما يتطلب الإستماتة في النضال من أجل سلامته الجسدية والنفسية و العقلية وكرامته الشخصية "مشيرا إلى أن "التكفل بحقوقه و حقوق ذويه من أوكد الواجبات المطلوبة من كل الهيئات و المنظمات الوطنية و الإقليمية و الدولية للدفاع عنه بكل الأساليب و الطرق". و أضاف أن "الأسرى المقدسيين و اسرى فلسطينالمحتلة سنة 1948 و أسرى الجولان العربي المحتل الذين يفصلهم الكيان الصهيوني عن سائر الأسرى في سجونه يقعون في قلب قضية الأسر و الإعتقال لدى الإحتلال و في معركة تحرير الاسرى كافة في ضوء هذه الحقيقة الساطعة على القوى المساندة و المتواطئة مع الإحتلال التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان أن تسارع في مراجعة مواقفها و سلوكها الذي يشكل خطا فاضحا لقيم حقوق الإنسان و القانون الإنساني الدولي و مبادئهما". وأكد أن قرابة 8000 أسير و أسيرة فلسطيني و عربي ومسلم في مراكز الإحتلال و التوقيف الإداري و التحقيق والمعسكرات بما يشكلونه من عناوين شامخة لإصرار الأمة على مواجهة الإحتلال الصهيوني و بكل ما يواجهونه من عسف وتعذيب و سوء معاملة واعتقال بمن فيهم النساء والأطفال تبقى قضية سياسية وطنية و أخلاقية و إنسانية تتطلب من كل أبناء الأمة و أحرار العالم في جميع المواقع الرسمية والشعبية العمل الدؤوب للدفاع عنهم و تعويضهم و احتضان أسرهم و ذويهم. واعتبر إعلان الجزائر أن الأساليب التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع قضايا الأسرى و المعتقلين و المفقودين لدى سلطات الإحتلال و التي تتميز بالتجاهل واللامبالاة و أحيانا بتبرير مالا يبرر من الإعتقال و الإنتهاكات المرافقة هي "ممارسات غير قانونية و غير أخلاقية تفضح المزاعم الإسرائيلية حول احترام القانون و الدعاية التي تروج لهذا الكيان على أنه واحة للديمقراطية". و أضاف أن ربط قضية الأسرى و المعتقلين ومجهولي المصير في سجون الإحتلال بأية أجندة سياسية أخرى يعتبر انتهاكا فاضحا للقانون الدولي و القانون الدولي الإنساني و كل الإتفاقيات الدولية ذات الصلة و لميثاق الأممالمتحدة و الشرعية العالمية لحقوق الإنسان. وأكد أن القوى الحية في الأمة و العالم بما فيها منظمات حقوق الإنسان المحلية و العربية والعالمية مدعوة إلى أن تضع على رأس اهتماماتها و جداول أعمالها قضية الأسرى و المعتقلين و ما يعيشونه من معاناة مريرة في سجون الإحتلال و معتقلاته العلنية منها والسرية لكي تصبح هذه القضية بكل أبعادها الوطنية و القومية والإنسانية شأنا يوميا رئيسا من شؤون الإهتمام العربي و العالمي و إتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. وأضاف أن المنظمات العربية و الإقليمية و الدولية الرسمية منها و الشعبية مدعوة لتأسيس وكالات و صناديق و مؤسسات و هيئات خاصة بمتابعة الإهتمام القانوني و الإنساني و الإجتماعي و الحياتي لهؤلاء الأسرى و لأسرهم و عائلاتهم و إقرار مبدأ التكافل الاسري بين عائلات الأسرى و العائلات المناصرة لهم على امتداد الامة والعالم.