باشرت كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون بواشنطن سلسة من المحادثات مع المفاوضين الفلسطينيين و الإسرائيليين لمحاولة تحديد مقاربة جديدة لإخراج مسار السلام من حالة الانسداد. و قبيل أن تلقي خطاب السياسة العامة المقرر مساء يوم الجمعة التقت كلينتون على التوالي بالمفاوض الرئيسي الفلسطيني صائب عريقات و رئيسة حزب كديما الاسرائيلي تسيبي ليفني و كذا المبعوث الأممي من أجل الشرق الأوسط تيرجي رود لارسن بعد أن تحادثت بالأمس مع المفاوض الرئيسي الاسرائيلي يستزهاك مولهو. و من المنتظر أن تلتقي كلينتون الوزير الفلسطيني الأول سلام الفياض ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في انتظار استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشال يوم الاثنين برام الله في الضفة الغربية. و تاتي هذه الجهود الدبلوماسية بعد إعلان الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء عن تخليه عن المطالبة بوضع حد لبناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية كشرط مسبق لأي محادثات حول اتفاق. و كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد يوم الخميس أنه "لن يقبل بأي مفاوضات" مع اسرائيل ما دام بناء المستوطنات متواصلا في حين أن الولاياتالمتحدة أكدت أنها تعمل على الوصول إلى اتفاق سلام في صائفة 2011 غير أنها غيرت مقاربتها. و قد أجرى القادة الفلسطينيون و الاسرائيليون بإشراف من الأممالمتحدة 3 جولات من المحادثات في سبتمبر غير أن الفلسطينيون انسحبوا بعد انتهاء الأجل الذي تم تحديده (9 أشهر) حول بناء المستوطنات. و اعتبر المحللون أن إعلان الولاياتالمتحدة العودة إلى المفاوضات غير المباشرة يعتبر فشلا بالنسبة للرئيس أوباما الذي يعتبر أن تسوية النزاع بالشرق الأوسط مسألة "تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للأمن الوطني" معتبرا أ السياسة الأمريكية قد تغيرت "بسبب التعنت الاسرائيلي". كما دفع هذا الإمتناع بالإدارة الأمريكية إلى إنتهاج طريقة أخرى: العودة إلى المحادثات حول كيفية إخراج المسار السياسي من هذا الفخ مع كلا الطرفين و لكن كل واحد على حدى . و أفادت الصحافة الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين قد أعلنوا دون الكشف عن هوياتهم عن ثلاثة أسباب لعدم المحاولة للحصول على وقف عمليات البناء في المستوطنات. أولا إسرائيل لن توقف البناءات في مدينة القدس التي يرغب الفلسطينيون أن تكون عاصمة لفسلطين مستقبلا و ثانيا تخوف واشنطن من أن تكلل جهود الوسطاء بالفشل و أن يعودوا إلى الصفر في حالة إحراز تقدم كافي خلال التوقيف المؤقت (90 يوما). و ثالثا و أخيرا يتعلق الأمر بحجم الإجراءات التحفيزية التي قدمتها واشنطن لإسرائيل مقابل التمديد المؤقت للقرار الخاص بالتجميد. و تضمنت هذه الإجراءات تسليم 20 طائرة من نوع أف 35 بتكلفة تقدر ب3 ملايير دولار. من جهة اخرى التقى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون يوم الخميس بنيويورك بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي أعرب له عن إنشغالاته بخصوص نشاطات الإستيطان بالضفة الغربية و بالقدس. عقب هذا الإجتماع المخصص لدراسة الجهود الرامية إلى تقدم مسار السلام في الشرق الأوسط إعتبر بان كي مون أنه من الضروري "إستئناف المحادثات الدبلوماسية للخروج من الطريق المسدود الراهن". كما تطرق الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى مشكل حرية حركة موظفي الأممالمتحدة بين القدس و الضفة الغربية داعيا الوزير الإسرائيلي "إلى تسهيل الأشغال الإضافية لإعادة بناء ممثلية الأممالمتحدة بقطاع غزة". في حالة إستمرار عرقلة مسار المحادثات يرتقب الفسطينيون إلتماس اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 أي قبل الإحتلال الإسرائيلي. وفي حالة رفضهم بإمكانهم رفع هذا الطلب أمام مجلس الأمن أو الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة. قد اعترفت الأرجنتين يوم الإثنين الفارط بعد البرازيل ببضعة أيام بالدولة الفلسطينية داخل الحدود 1967 على غرار الأورغواي التي أعلنت أنها ستقوم بذلك خلال 2011.