أكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مساء يوم الأربعاء أن استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي مرهونة بتلقي الجانب العربى عرضا أمريكيا جاد ينهى الصراع العربى الاسرائيلى يكون قائما على اسس ومرجعيات عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وقال الامين العام للجامعة العربية في ندوة صحفية مشتركة مع رئيس لجنة مبادرة السلام العربية رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى فى ختام اجتماع اللجنة مساء اليوم أن الموقف الإسرائيلي أنهى أي أمل للوصول لتسوية مضيفا أنه تم الحديث مع مبعوث السلام الأمريكي السناتور جورج ميتشيل في منتهى الصراحة وقال" إن المسألة لا تحتمل الحديث عن إعطاء فرص". ومن جهته اعتبر رئيس لجنة المبادرة الشيخ حمد بن جاسم أن مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين" ليس مجديا " وأنه لا عودة إلى التفاوض إلا بعد أن تقدم واشنطن عرضا جادا يمكن على أساسه استئناف هذه المفاوضات. وقال " إن العرب لن يستطيعوا قبول سلام وفقا لرؤية نتنياهو وإنما السلام المطلوب هو القائم على قرارات الشرعية الدولية " واضاف ان المشكلة تتعلق بالوسيط الأمريكي "الذي تخلى عن تعهداته وظروفنا لاتسمح إلا بخوض معركة دبلوماسية". وكانت لجنة مبادرة السلام العربية قد اتفقت في بيانها الختامي على ضرورة الإعداد لعرض الموقف برمته على مجلس الأمن الدولي وتفعيل قرار لجنة المتابعة بطرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي مجددا على مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار يؤكد على الصفة غير الشرعية أو القانونية لهذا النشاط ويلزم إسرائيل بوقفه. كما طالبت اللجنة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدم عرقلة هذا المسعى وتأييد اللجوء إلى المحافل الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة لعرض قضاياها وخصوصا بعد فشل كافة الجهود بما فيها المساعي الأمريكية وتكليف اللجنة وأمين عام الجامعة العربية بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس ومع المجموعة العربية في نيويورك بالإعداد لذلك. وحملت اللجنة إسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة لتعثر العملية التفاوضية بسبب إصرارها على الاستمرار فى نشاطها الاستيطانى الاستعمارى بديلا عن السلام برغم الاجماع الدولى الواضح على عدم شرعية المستوطنات وعلى الضرر البالغ الذى يمثله الاستمرار فى هذا النشاط الاستيطانى على فرص تحقيق السلام وتنفيذ حل الدولتين. و أكدت اللجنة أن فشل الإدارة الأمريكية في إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف النشاط الاستيطاني أصبح يتطلب "بشكل فوري" ان تعلن بوضوح حدود الدولتين على اساس خط الرابع من يونيو 1967 وأن توفير الأمن يتم"بضمانات دولية". ودعت الولاياتالمتحدةالامريكية إلى الاعتراف "الصريح" بان حدود الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على اساس خط الرابع من جوان عام 1967 بما فى ذلك القدسالشرقية مؤكدة مجددا على الموقف العربي بأن السلام العادل والشامل مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة على خط 4 يونيو 1967 بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة دولة فلسطين المستقلة طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن. وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة بما يؤدي إلى انهاء الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة بشكل فوري. وأعربت اللجنة من جهة أخرى عن تقديرها لكل من البرازيل والأرجنتين على مبادرتهما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 ودعت الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية بعد إلى القيام بذلك في أقرب فرصة ممكنة. كما أعربت عن تقديرها لموقف الاتحاد الأوروبي الذي شدد على وجوب احترام القانون الدولي مع التأكيد على عدم شرعية وبطلان الإجراءات الإسرائيلية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وطالبت دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذا الموقف. ودعت اللجنة الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التعامل" الفعال" مع هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت والرافض للانصياع إلى الشرعية الدولية وللتجاوب مع متطلبات السلام العادل. كما دعتها إلى اجتماع معها بشكل عاجل لتقييم الموقف وللتشاور بشأن الوضع برمته. وبخصوص المصالحة الفلسطينية شددت لجنة مبادرة السلام العربية على ضرورة تكثيف العمل لانهاء الانقسام و"تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري تحت الرعاية المصرية واعتبار المصالحة الفلسطينية الضمانة الحقيقية للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني".