ناقشت الدورة ال20 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) المنعقدة بتونس جملة من التوجهات المستقبلية التي تمثل الإطار الجامع للتطلعات العربية نحو مجتمع يتطلب المزيد من العناية بالتعليم العلمي باعتباره المدخل الأساسي لاكتساب التكنولوجيا ونبراس تحقيق الرقي والتنمية للدول العربية. وتبين من خلال الحوار المعمق الذي ساد جلسات المؤتمر ضرورة جعل منظمة "الالكسو" فضاء للنهوض بالتربية والثقافة والعلوم وبيتا للعقل العربي المستنير ومنبرا للتعريف بالحضارة العربية والاسلامية وأداة لنشر قيم التسامح والوسطية والحوار ومنارة لصون التراث العربي ونشره. وأبرزت المناقشات ان الدورة الحالية تنعقد في وقت تعاظمت فيه التحديات التي تواجهها الأمة العربية في مجالات مختلفة منها خاصة مسالة النهوض بالتعليم وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهود من اجل الظفر برهان المعرفة والدخول في العصر الحديث دون فقدان الذات مع السعي الى الاستجابة الى انتظارات الشباب العربي. كما اجمعت التدخلات على ضرورة تكريس المبادئ والثوابت التي قام عليها ميثاق الوحدة الثقافية العربية الذي انبثقت عنه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو والدور الرائد الذي ما انفكت تضطلع به هذه الهيئة التي مضى اليوم على تأسيسها أربعة عقود في خدمة الثقافة العربية على أوسع نطاق بما يستجيب لمشاغل الحاضر وتطلعات المستقبل. واذ تقوم سياسات هذه المنظمة العربية على خدمة الانسان العربي فان دورها يبقى رائدا في توجيه الشباب نحو الفكر المستنير والمساهمة في صقل مواهبه وتهذيب قدراته وتشجيعه على التعبير الفكري والثقافي وتجدير هويته في كنف احترام التنوع الثقافي. وأبرز النقاش المستفيض أهمية الجهود التي تبذلها المنظمة بهدف النهوض باللغة العربية وصيانتها مع دعوة الدول الأعضاء الى وضع خطة تستهدف تعميم الانتفاع بما انجزته " الالكسو " من كتب ومعاجم وموسوعات وذلك بدعم نشر وتوزيع هذه الانجازات الهامة في صيغتها الورقية وصيغتها الرقمية وتسهيل تداولها في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمكتبات العمومية وجعلها في متناول كل مواطن عربي وكل من يهتم بالثقافة العربية.