أكد الوزير الأول أحمد أويحي يوم الأربعاء امام اعضاء مجلس الامة ان الشباب "موضوع هام و رهان كبير لمستقبل البلاد" يتطلب التكفل و الرعاية و التوجيه. و قال أويحي في رده على انشغالات اعضاء مجلس الامة في ما يخص بيان السياسة العامة للحكومة ان الاهتمام بشباب الجزائر يتطلب "جهودا اضافية و تضحيات و تفطن". و أشار إلى أن الجزائر "ليست بلدا غنيا و لكنها ليست بلدا فقيرا في نفس الوقت و لأبناءها طموحات عالية" مؤكدا ان الدولة شرعت في التكفل بهذه الطموحات "برشاد حكمها" عندما تخلصت من ديونها و استعادت استقلالية قرارها. و أضاف أن ارتفاع سعر النفط في السنوات الاربع الاخيرة سمح للدولة توفير الامكانيات لتكوين الشباب داعيا الآباء و الامهات و كذا المجتمع إلى الإضطلاع بدورهم التربوي تجاه الشباب. ويرى أويحي ان التربية تمر ايضا عبر الخطاب الديني و الارشاد الذي " يجب الا يقتصر على +يجوز و لا يجوز+ و انما ان يتوسع إلى الارشاد للحق و العدل" مشيدا في هذا الشأن بتحكم في الامور من طرف وزارة الشؤون الدينية. و في نفس السياق سجل بان العمل يتربع على رأس تطلعات الشباب مذكرا ان الدولة قامت "بجهود كبيرة" لتقليص نسبة البطالة إلى 10 بالمئة و ستقوم "بجهود اكبر" لتقليصها "اكثر". كما أكد ان تقليص نسبة البطالة "ممكنة" في المستقبل و ذلك من خلال المشاريع التي يحملها المخطط الخماسي 2010-2014 الذي سيسمح بخلق 3 ملايين منصب شغل عن طريق الهياكل و المنشآت الجديدة كالمدارس و المستشفيات. و من جهة أخرى تطرق الوزير الأول إلى المسؤولية تجاه الشباب قائلا "اننا بعثنا بشبابنا بالهيجان إلى الارهاب و هذا يحتم علينا اليوم ان نعقلهم حتى لا يخطؤون بدورهم في المستقبل كما اخطأ جيل اكتوبر 1988 و اشعل نار الفتنة". و كان الخطأ -- كما قال -- في "ايهام شباب آنذاك انهم سيدخلون الجنة" مضيفا ان مسؤولية "الكبار" تتمثل اليوم في "واجب التعقل" و "حمل الرسالة و توصيل الاهتمام والانشغال". و من جهة أخرى أكد ان الدولة "قادرة على حماية المواطنين و تلبية حاجياتهم و كذا حماية التراب الوطني بشرط ان يكون ظهرها محميا و ان تطمئن على اوضاعها الامنية الداخلية و لا تخشى تجنيد ابناءها" كما حصل في العشرية السوداء. أما فيما يخص الهجرة غير الشرعية (الحراقة) قال أويحي "لا تنتظروا ان يكون على مستوى الحكومة من يدافع على شرعية الحراقة" مضيفا ان من يرمي بنفسه للبحر ان لم يمت وإن لم يصبح اسيرا فانه سيوظف فصليا مع ان في الجزائر من يبحث عن موظفين فصليين من الشباب مقابل 2000 دج يوميا و لم يجد. و أضاف في هذا الصدد ان الحكومة "حريصة" على التكفل بالشباب و الاستجابة لحاجيات المواطنين و "لكنها ايضا حريصة على تطبيق القانون". و في نفس السياق اعتبر الوزير الأول ان الاهتمام بالشباب و زرع الامل فيه "يصبح مسؤولية اثقل و نحن في حالة غليان" داعيا إلى "تغذية سعة البال بين صفوف المواطنين و الحديث عن الايجابيات التي قامت بها الدولة". و قال انه من الضروري ان يعرف الجميع الحقائق الايجابية الباعثة للامل في وضعية الجزائر التي ترفع في اجور العمال و تزيد من المصاريف العمومية وتخلق مناصب الشغل في الوقت الذي تقوم دول أخرى بتقليص الأجور و تسريح العمال. و أضاف انه بالمقابل "يجب ان نحدث شبابنا عن المسيرة التي عشناها منذ الاستقلال و نكلمهم عن غلطاتنا فيما يخص التاريخ و ما وقع في الثمانينات و كيف جراء لا مبالاتنا و تبذيرنا و شعبويتنا فقدنا حتى سيادتنا الوطنية على اقتصادنا يوم توجهنا إلى اعادة جدولة الديون". و أضاف "علينا ان نحكي للشباب اننا من جراء نفس الاخطاء اضافة إلى اننا فقدنا صوابنا عشنا جحيما اجتماعيا و وجدنا انفسنا في مأساة وطنية مازلنا إلى يومنا هذا نعالج جراحنا منها". و خلص بأن "مسؤولية الكبار تكمن في زرع مزيد من الامل في نفوس شباب اليوم و مزيدا من الافتخار وحب الجزائر و قدرتهم على مواجهة تحديات المستقبل" كما تقع مسؤوليتهم ايضا في "حسن استغلال ثروات البلاد لابقاء خيراتها لجيل المستقبل و اعطاء معنى اقوى لتضحيات شهداء التحرير و شهداء الجمهورية الذين أنقذوا البلاد".