أكد المشاركون في فعاليات الصالون الوطني لسياحة وتبادلات الشباب الذي أسدل الستار على فعالياته يوم الخميس بمدينة بسكرة أن هذه التظاهرة أثمرت بنسج علاقات صداقة متبادلة واستكشاف جوانب من الكنوز السياحية والثقافية المتعددة التي تزخر بها ربوع الوطن. ووفقا لانطباعات عفوية معبر عنها من طرف كثير من المشاركين فإن هذا الصالون الذي دشنه قبل خمسة أيام وزير الشباب والرياضة و فضلا عن كونه "فسيفساء" جمعت جزئيات ثمينة من الأركان الأربعة للبلاد سمح كذلك بتوطيد أواصر المودة واكتساب أصدقاء جدد في أوساط الوفود المشاركة. و نشط هذا الحدث المزدوج" للسياحة والتبادل" ما لا يقل 2.000 شاب وشابة مثلوا مختلف الولايات وذلك تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع هيئات محلية ذات صلة بالنشاط. وحرص المنظمون على فسح المجال أمام هؤلاء الضيوف للتمتع بلحظات فكاهية و ترفيهية و تسلية و إبراز قدراتهم الإبداعية في الفن والموسيقى عبر المؤسسات الشبانية التي تم إيواؤهم فيها فضلا عن احتضان عينات لمنتجات هذه الوفود من خلال قرية سياحية أقيمت بساحة "الحرية" ومعرض تقليدي على مستوى المركز التجاري" الخير". وتزاحمت عبر فضاءات العرض بصفة لافتة للانتباه مواد السياحة والصناعة التقليدية والحرف التي عكست حجم الثراء الذي تتوفر عليه في هذه الميادين مجموع مناطق البلاد في حين سعى ممثلو كل وفد لخطف الأضواء بصيغة تنافسية راقية وجذب الجمهور نحو الجناح الذي يحتضن منتجاتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر ضم جناح ولاية تيزي وزو عينات من جهود "النادي الأخضر" التابع لدار الشباب بوسراق فاطمة في حماية البيئة وترقية السياحة وكذا تشكيلات من الحلي التقليدية والجبة التقليدية بألوانها الزاهية التي تشتهر بها المنطقة في حين تتجلى في تفاصيل هذا الجناح" راية وطنية" نسجت على زربية تقليدية بإتقان كبير شدت إليها اهتمام كل زائر وترجمت مدى التعلق بالوطن لدى أصحاب الأنامل التي أنجزتها وفق انطباعات مرتادي الجناح. واحتوى المربع المخصص لولاية تلمسان باقة من عناصر الصناعة التقليدية كأدوات الزراعة والأفرشة والأواني المنزلية المصنوعة من مواد محلية كالطين والخشب مع جعل نوافذ للمجال السياحي كشفت عن جماليات مغارات بني عاد وشواطئ مرسى بن مهيدي وإبداعات الفنون التشكيلية والنشاطات العلمية والأشغال اليدوية والشهادات التقديرية التي افتكتها مؤسسات شبانية في مناسبات وطنية منها بيت الشباب مرسى بن مهيدي وبيت الشباب علي ذكار. وحسب ممثل الوفد ابراهيم فنتروشي الذي يشغل منصب إطار بمديرية الشباب والرياضة بالولاية فإن النماذج التي تم جلبها في نطاق هذا الصالون تنقل رسالة النجاح في المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة وتحمل دعوة لكل شخص لزيارة ولاية تلمسان التي تتأهب مثلما أضاف لارتداء تاج عاصمة الثقافة الإسلامية 2011. وتألق عبر جناح ولاية سطيف مجسم عين الفوارة الذي كان عنوانا لعاصمة الهضاب العليا الشرقية وترك بما لا يدع مجالا للشك حالة انبهار في نفوس الزوار حسب انطباعات متلقطة بالمكان دون إغفال القيمة الرفيعة للآثار الرومانية بناحية كويكول (مدينة جميلة حاليا) والحركة التجارية النشيطة السائدة بمدينة العلمة وكذا عاصمة الولاية. واستنادا لممثل رابطة نشاطات الهواء الطلق والترفيه ومبادلات الشباب بالولاية عمار بوراس فإن الوفد حاول من خلال مجموعة الوسائط الإيضاحية رسم صورة مقربة لكل شخص عن الولاية لاسيما في جوانب السياحة والثقافة والرياضة مضيفا بأن الرابطة التي ينتمي إليها تسهم على قدر الإمكانات المتاحة بعمليات تسويق المنتوج السياحي وتحفيز التبادل مع شباب مختلف الولايات. وتقاطعت على مستوى أروقة ولاية الجلفة عينات من البرنوس والأفرشة التي تشكل علامة مميزة للصناعة التقليدية والحرف بالمنطقة. وحسب رئيس جمعية أولاد نايل لحماية وترقية التراث بلقاسم خيري فإن الإقبال المكثف من طرف الجمهور على هذا النمط من المنتجات جعل الوفد المكون من عناصر شابة من الجنسين يأخذ جرعة محفزة باتجاه مواصلة النشاط في هذا الحقل. وفي خضم هذا الصالون ارتأى وفد ولاية تيارت عاصمة الدولة الرستمية قديما التركيز في الفضاء المخصص له على ومضات من الحياة اليومية للإنسان بهذه الجهة من الوطن من ذلك تربية الخيول وممارسة الفروسية وطهي أطباق شهية كالكسكسي و أكلة العيش الشعبية. ووفقا لرئيس الوفد الجيلالي بن يسعد فإن هذه الولاية حافلة بالعادات والتقاليد المتأصلة زيادة على المواقع السياحية والتاريخية كالمكان المسمى تاقدمت وتاوغزوت بضواحي مدينة فرندة بنفس الولاية. وعلى غرار الولايات المنخرطة في هذا الصالون بادرت بسكرة باطلاع الزوار والوفود على السواء ببصمات ماثلة في مجالات السياحة والثقافة انطلاقا من أشرطة سمعية بصرية ووثائق متعددة منها ضريح ومسجد الصحابي عقبة بن نافع ومضيق القنطرة والجسر الروماني بنفس المدينة ومنعرجات مشونش وأطباق الشخشوخة والدوبارة والحسوة المدرجة ضمن لائحة "تقليديات" المطبخ الزيباني. وانفردت هذه الولاية باعتبارها حاضنة هذه التظاهرة بإتاحة الفرصة للضيوف بمعاينة عن كثب موقع ثورة الزعاطشة ضد الاحتلال الفرنسي عام 1849 وواحات النخيل ببلدية برج بن عزوز وآثار رومانية ببلدة بادس والنواة العتيقة لمدينة خنقة سيدي ناجي وسد فم الغرزة وسد منبع الغزلان و وحدة الخزف التقليدي بمدينة القنطرة. وحسب ما رصد بعين المكان فإنه بمجرد الاقتراب من مربع ولاية معينة يتهافت أعضاء الوفد بكل حماسة لتقديم مرافعات مستفيضة حول المؤهلات السياحية ومرافق الاستقبال والعادات والتقاليد السائدة مع وضع مطويات ووثائق توضيحية في متناول الزوار الذين يكون غالبيتهم مرفقين بأفراد من عائلاتهم.