دخلت إلى دكان المواد الغذائية بخطوات متثاقلة، أعيتها السنون وأثقل كاهلها العوز والفاقة، وفي عينيها دموع تأبى النزول، ترتدي أسمالا بالية تصدر منها رائحة الرطوبة ودخان نار الحطب... ألقت السلام على البائع الذي كان ساهما ومحدقا في هاتفه الرقمي، فما كان (...)
يا دارا أبى أهلها والزمان عناقها
فيقدم على العار والدنيئة الأنذال
غزاة لبيوت بشرك ونحن كرامها
يذم الأعزاء فيها وعزهم جبال
تموت بالعز أنفاس المر وصالها
فيبتسم باللؤم من ليس له خصال
تشتعل الشحناء فيضرم وقارها
ويهدم الكرم وبه يسحق الرجال
فإن دنت بك (...)
على بلادي
ماتساومنيش أرض اجدادي
ما تساومنيش هذوا اولادي
ما تساومنيش
عرضي ما يتباع ما يتشرى
ما نرضى الحقرة تتبعني
واحد ما يقدر يمنعني
ما تساومنيش
يا وطني قطعة من قلبي
نفديك بعمري وروح دمي
نارك شعلت ندعي ربي
دمعي ع الخد باين همي
ما تساومنيش
اولاد (...)
كانت قريتنا الهادئة على ضفة الوادي الذي يميزه الجفاف الدائم إلا من سيول نادرة، تملأ جنباته أزهار الدفلى وشجيرات الحنضل والحرمل، وبعيدا بعيدا تشاهد أشجار السدر ونبقها الطيب اللًذيذ بجانب عين يسميها العامة عين بنت شهيلي، كنت ألتقي بها عندما تقصد (...)
عادت به ذكريات الطّفولة والصبا، عندما كان يضع رأسه على ركبة جدته لتداعب شعره الخفيف وهي تحكي له قصصا من حكايا ألف ليلة وليلة، كانت تسري قشعريرة باردة على كل أنحاء جسمه، عندما تصل الجدة إلى مقطع انفراد الغولة ببنت السلطان في محيط فلاحي معزول لتحاول (...)
لأوّل وهلة تراه يخيل لك أنًه شرير، ولكن من أول ما تكلمه أو تتعامل فقط، تتغير نظرتك له دورة زمنية كاملة، كل سكان قريته يحبونه، ليس ذلك فحسب بل حتى كل القرى المجاورة...
تقول الحكاية الشعبية إنه قادم من اليمن، وأخرى تقول أنه جاء من مكة لكن ما يهمنا (...)
كعادتها تبقى قريتنا تعيش تفاصيل يومها الرمضاني بكل هدوء وبساطة، ابتداء من الصباح الهادئ المطعم بالنسائم العليلة كباقي الصباحات الرمضانية...فهذه الساقية الفلياشية القادمة مياهها العذبة من منبعها بعين قرمودي، ىحيث تنساب صافية رقراقة لا شيء يعكر صفوها (...)
كنت نعلم في ضني زهري منكرني
وليام معكوسة في وجهي دوارة
وليت نعاني ونخمم علي مخرجني
م الغمة وماقاسيت فليام العصارة
يوم خرجت لحياتي ننظر للي ساعدني
ونسعد داري وخواتي بدنيا حقارة
ونهجر بلادي بالحرقة مع ليمهجرني
ولا نقعد بطال مع الناس الخسارة
لعبو بيا (...)
في اليقظة وفي المنام تراودنا أحلامنا القديمة، في أن نستيقظ في مدينة لا تحلم مثلنا بأن تكون كباقي المدائن السعيدة في تلك البلاد البعيدة.
ولكن عبثا نحاول فأحلامنا صارت مستباحة لا سامع لها ولا مجيب، تراودنا أفكار وأفكار: كيف استبيحت المدينة لتبيع شرفها (...)
عندما كُنت في العاشرة من عُمري كانت الإنسانية أيضًا في العاشرة من عُمرها.. فمنذ طفولتي لم أجرب العيش بلا أحلام.. كم هو مؤلم أن تنتظر شيئاً، وأن تحرم من شيء، وأن تغلق عينيك ليلاً وأنت تأمل في شيء، أن تتلقى وعداً بشيء...
فقط في سن العشرين أدركت (...)
عاد الرعاة بقطعانهم باكرا هذا المساء لعل الغيمة الرمادية الباردة هي سبب عودتهم خوفا من أن تدركهم الأمطاربالمراعي، بدأ البرق يلمع من بعيد ليعقبه هزيم الرعد، إنً الأمطار قادمة لامحالة، إنًه خريف الخير إن شاء اللًه، لقد جاءت الأمطار باكرا على غير (...)
نحن كأقلآم التلوين، قد لا أكون لونك المفضل ،ۄقد لا تروق لك ألوان الآخرين ،ۄلكننا سنحتاج بعضنا يوماً ما لتكتمل اللوحة
هكذا حالنا ونحن على أديم الأرض ،نسعى دائما لأن نتكامل ونتمم بعضنا البعض رغم الإختلافات ورغم الأهواء والميولات التي تتجاذبنا ورغم (...)
عندما تزاحمت الأفكار والكلمات لملمت حروفي لأعلن استقالتي من هذه الحياة التي جعلتني أعيش على هامش من الذكريات، استجمعت ما بقي لي من وجع بقي أثره ضئيلا حتى كدت أن لا أراه.
كل اللحظات الشاردة بين اللحظات، لم تعد تغنيني عن هامش الذكريات هي ذكريات الزمن، (...)
لطالما كان لقاء لأهل الحي كل مساء يجمعهم عند ذلك الجدار الطيني لمسجد القرية الوحيد «جامع سي البشير» حيث كان يفتح النقاش على إتساع مواضيعه التي تهم الجميع، فكان كل واحد يدلو بدلوه، وكان كثيرا ماتشتد النقاشات والمشاحنات وعادة مايفترقون على خصومات (...)
سير بخطوة مربوعة *
ما تغرك كلمة لي قالوها العجمان ...
عنقر طربوشك وهامتك مرفوعة *
ما تخون العاهد حربك مع العديان ...
خارج من دارك خطواتك مزروعة*
في بلادك صنديد فيها لعلام ايبان ...
لا هولة تصرى ولمجامع مجموعة*
ما نضحكو علينا فرنسا والماريكان ...
يا (...)
يا قاهر فرنسا والعديان
يا قاهر كل سلاح لينا جاباتو
كل الثوار فيها لخوان
من الصغار للكبار فيها ما ماتو
بدات المعركة رجال او نسوان
كل شباب كبير مآثر حياتو
تحببنا للموت من ثورة لوطان
ثورة لوراس يا حرارة ويلاتو
يا دبارا من الدشرات مافيها فتان
خاضوها (...)
حكت لي والدتي الحكايات والأساطير، غير أن حكاية جارتنا فاطمة كانت الأروع على الإطلاق، منذ ان فتحت عيني ووعيت على الدنيا وانا اعرفها قوية صابرة لا تشتكي من قلة ولا تتذمر من فقر او عوز، عكس بنتيها اللتين كانتا كلتاهما كلها رقة وعذوبة وجمالا انوثتهن (...)
أرقبُ كلّ يوم قدومكَ الجميل على ظهر دراجتك الزرقاء، كزرقة سماء قريتنا، كنتُ كلما رأيتكَ بتلك البذلة الرسمية وأنتَ تضع على رأسكَ قبعة زادتك هيبة ووقارًا، رأيتُ فيكَ أملًا يتجدد كل يوم، بمستقبل أكثر إشراقًا ونورًا، وأنا الذي أعيش عزلة ما بعدها عزلة، (...)
جات المذبالة
خرجت من غيران تمشي وبشويا
بطريڨها شڨت حسبت روحا جوالة
ڨالت نمشي الفجر نلحڨ صبحيا
بين الحيطان ندخل والروح ڨبالة
نعرف مرادي ضركا و ندير مدويا
الليلة نعرف من هي مولات الدالة
نكويها بالسموم تدخل في عجبيا
مانعرف غيرها ما نخير من والة
و نخلي (...)
كانت جدتي دائما تردد عبارتها اللازمة : سأعيش شامخة كالنخلة الوحيدة في قلب الصحراء، وكانت تمر كلمة جدتي مرور الكرام، وهاهي جدتي قد ودعتنا إلى غير رجعة سنوات التسعينيات ولم تتوقف عن ترديد عبارتها، لم نكن هذه المرة قبيل وفاتها لنفهم العبارة حتى أفقت (...)