وعلى أنْ لا دَيّارَ يعلم، في الحقيقة، متى ابتدأ العرب، ولا كيف ابتدءُوا أيضاً، يقولون الشعر، بمفهومه الفنّيّ الراقي الذي وصلَنا عليه انطلاقاً من عهدِ مُهلهِل بنِ ربيعة؛ وإن كنّا نفترض، في غياب الوثائق التاريخيّة: أنّ الشعر إنّما ابتدأ ظهوره بإرسال (...)
كثيراً ما تحدّث الناس عن قِدَم الشعر العربيّ دون أن يُقْدموا على الخوض في تحديد عمره على وجه التدقيق، لعدم شيوع ثقافة الكتابة، وصمت التاريخ، وشحّ التوثيق، في عهود ما قبل الإسلام لدى أوائل العرب. وكلّ ما عثرْنا عليه من النصوص التاريخيّة التي تحدّد (...)
ليس يوجَد جنسٌ أدبيٌّ عُنِيَتْ به النَّقَدَةُ، ولا غَرِيَتْ به الدَّرَسَة، ولا حَفَلَهُ الرُّواةُ وأُوْلُو الأخبار، ولا احتفى به في مجالسهِمُ النَّدامَى والسُّمّارُ، لَدُنْ جميعِ الأُمم، وعَبْر جميعِ الأَعصار: كالشِّعر.
ذلكم، وقد كان سبق لنا بعضُ (...)
«إنّ الكتابة سيّئة بحكم الضّرورة؛ لأنّها خارجة عن إطار الذاكرة؛ ولأنّها لا تنتج المعرفة، ولكنّها تنتج الرّأي؛ كما أنّها لا تنتج الحقيقة، ولكن المظهر». (أفلاطون)
ليستِ الكتابة، كما يذهب إلى ذلك النّاقد الفرنسيّ هيجونيت، إلاّ حاجزاً بين عهدين (...)
العطْر من أعرق المظاهر الحضاريّة التي طبعت الذّوق العربيّ، وصقلته بجماليّة متميّزة لم تبرح تتطوّر وترقى عبر العصور. ومن العسير على أيّ دارس لتاريخ جماليّة العطور وما تُنعش به حاسّة الشّمّ من أن يقفز على هذه العراقة التي تطبع تاريخ الحضارة العربيّة (...)
بدأت العربيّة ترقَى وتتطوّر جماليّاً وتعبيريّاً بفضل الأمثال السائرة، والخطب المرتجلة، والأرجاز المبتدعة، وظلّ أمرها على ذلك إلى أن جاء اللّه بالإسلام حيث انتقلتْ من مجرّد لغة للتخاطب والشعر إلى لغة الحياة العامّة، والتفكير، وذلك بفضل الترجمات لكثير (...)
على نقيض ما قد يشيع في بعض الكتابات الاجتماعيّة من أنّ المرأة العربيّة،على عهد الجاهليّة،لم يكن لها حوْلٌ ولا طَول في المجتمع الذي كانت تعيش فيه،فلم يكن لها رأيٌ في اختيار بعْلها،مثلاً،فإنّ عامّة النصوص الأدبيّة والتاريخية التي وصلتنا تمضي في غير (...)
لم تكن لفظة «التلوّث»تستعمل كثيراً في لغة الأجداد،وهي تأتي،كما هو معروف،بمَعناةِ التلطّخ؛فتلويث الثياب بالطين مثلاً هو التلطيخ.وكان اللَّوْثُ عند الفقهاء يعني شبْه الدلالة دون أن يرقَى إلى البيّنة الدامغة كأن يقول الجريح المحتضر فلان قتلني،دون أن (...)
كثيراً ما يتحدّث النقّاد غيرُ المبدعين فيزعمون أنّ النّاقد ليس ينبغي له أن يكون مبدعاً بحيث لا يكون الشاعرُ ولا الروائيّ ، مثلاً ، ناقديْن ، إذ ﴿ما جعل اللّه لرجلٍ من قلبين في جوفه﴾!
أمّا المبدعون فهم يرون أنّ الناقد يتعذّر عليه جدّاً أن يكون ناقدا (...)
بدأت العربيّة ترقَى وتتطوّر جماليّاً وتعبيريّاً بفضل الأمثال السائرة،والخطب المرتجلة،والأرجاز المبتدعة،وظلّ أمرها على ذلك إلى أن جاء اللّه بالإسلام حيث انتقلتْ من مجرّد لغة للتخاطب والشعر إلى لغة الحياة العامّة،والتفكير،وذلك بفضل الترجمات لكثير من (...)
أيُحِبّ أحدُنا أن تكون ثيابُه نجسةً يتقزّز منه الناس؟ ولذلك كان اللحن لدى أجدادنا الأكرمين شيناً يتجنّبونه، إذْ كانوا يعُدّونه من انعدام المروءة، إذ لا يكون للعلماء في دأب العادة أموال طائلة، ولا قصور مشيّدة، ولكنْ يكون للواحد منهم لسان فصيح به يزهو (...)