إنّ تراكماتٍ كثيرةً، بعضُها يرجع إلى الفكر العربي القديم، حول اللفظ والمعنى وحول الشكل والمضمون، التي يلخّصها الجاحظ في أنْ لا عبرة بالمعاني لأنها مطروحةٌ على الطريق، وإنما العبرة في حسن تخير الألفاظ فقط، وبعضُها الآخر راجع إلى صادرات الفلسفة (...)
يرى النّقّادُ الثّقافيّون أن وظيفة النقد ليس مجرد تمرينات لاستخراج المحسّنات البديعية ووجوه البيان من النص، وتقسيمه إلى مستويات نحوية وصرفية وصوتية وتركيبية ومعجمية، بحثا عن انسجام النص واتّساقه، وجرياً وراء جماليةٍ بلاغيّةٍ متعاليةٍ عن السيّاقات (...)
روى لِي أَحَد أعيانِ عَرْشٍ كبيرٍ في الشرق الجزائري نُكْتَةً، هي عبارةٌ عن قصّةٍ واقعيّة، قال:في مرحلةٍ سابقةٍ من التّاريخ، عندما كانتْ العقليَّةُ “العروشيَّةُ” “القبليّة” مُسْتحْكَمَةً،كان أفراد عرشِنا يُشكِّلون كُتْلَةً مُوَحَّدةً لا يُمكن لِأَيِّ (...)
“فُولِي طِيَّابْ” مَثَلٌ شعبيٌّ جزائريٌّ سَاخِر، يُضرَبُ للدّلالة على طرق الإشهار غير الموضوعيّة، في حالات اشتداد المنافسة بين الأقران، بحيث يأخذ كلُّ واحدٍ، يُبالغ في الإشهار لنفسه دون تقديم دليلٍ على جودة منتوجه، تماماً مثلما يفعل باعةُ الفول في (...)
غسّالة النّوادر، وصف شعبي يطلق في المجتمعات الفلاحيّة الجزائريّة، على الأمطار التي تتساقط في شهر أوت وبداية الخريف، لأنها كانت تُنظِّف “النّوادر”.. و”النّوادر” ( مفردها نادر) هي الأماكن التي تتم فيها عمليّة جمع ودرس المحاصيل الزّراعيّة، مثل القمح (...)
إنّ الذي يتأمّل انتصار الفريق الوطني، يمكنه ان يستنتج جُمْلَةً من الملاحظات، يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة دون حَاجَةٍ إلى أجهزة تكبير، كما يمكن أن يستلهم منها منهجيّةً لصناعة النصر في جميع المجالات، ويمكن أن نجملها فيما يلي:
1-المُدَرِّبُ (...)
لَفَتَ انتباهي كثيرا موقفُ اللاعب بونجاح وهو يبكي بِحُرْقَةٍ على ركلة الجزاء التي ضيّعَها في المقابلة التي جَمَعَتْ الفريق الوطني بفريق الكوت ديفوار يوم الخميس الماضي، فقلتُ لو أنّ كلَّ النُّخَبِ الوطنيّة تبكي بِحُرْقَةٍ وصدق على ما فَرَّطَتْ في (...)
هذه قصّةٌ واقعيّةٌ، حَدَثَتْ في منتصف الثّمانينات، في أسرة كان فيها أَخَوَان يَدْرُسَانِ في الجامعة، أحدهما مُتديِّن (خوانجي) والثاني يساري (شيوعي) حسب التعبير الشّائع يومذاك، حكاها لي أحد الأصدقاء قائلاً: حدّثني (المُتَدَيِّنُ) قائلاً: عُدْنا من (...)
عندما شاهدتُ الفيديو الخاص بتلاميذ يدرسون في متوسطة، يعتدون على مشرفة تربوية، بشكل دنيء ومؤسف جدّا، وشاهدْتُ في الفيديو أيضا أشخاصا كباراً، يتقنون تصوير المشاهد المُخلّة بالأخلاق، ويتقنون نشرَها من أجل التّسليّة السّوداء، ولكنّهم لا يتقنون نُصرةَ (...)
حكى لي صديقٌ قصّةً واقعيّة، أُلَخِّصُها في ما يلي: كان أحدُهم من الأعيان المعروفين في المدينة،وكان مِمّنْ ينطبق عليهم المثل الشعبي الجزائري القائل:”صلاة القيّاد في الجمعة والأعياد”..لكنّه كان دائماً يحاول لفت الانتباه إليه وهو يتعبّدُ أو يقوم بأفعال (...)
إن المتتبِّع للنّقاشات التي تدور في السّاحة الجزائريّة اليوم، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل الاعلام، يمكنه أن يلمس سطحيّة التناول الفكري للقضايا الوطنيّة الكبرى، ففي الوقت الذي كنّا نطمح فيه إلى سيطرة الفكر النّقدي بمفهومه العلمي، (...)
من أهم المصطلحات التي ستؤرِّخ لتطوّر الوعي الجزائري، وتبقى شاهدةً على مرحلةٍ هامّةٍ من مراحل تاريخه، باعتبار أنّ اللغةَ تُعْتَبَرُ حَامِلاً أساسيّاً لِلْوَعْيِ الثَّقافي للمجتمعات، نَذكُرُ المصطلحات التّالية التي أَنْتَجَتْهَا ثورةُ الابتسامة، (...)
في الأيّام القليلة الماضيّة،التُقِطَتْ صورةٌ على هامش إحدى اجتماعات المعارضة، ظهر فيها الأستاذ مصطفى بوشاشي يُصَلِّي خلف الشيخ عبد الله جاب الله، رفقة بقيّة الأشخاص الذين كانوا حاضرين في الاجتماع، فأحدثَتْ هذه الصّورةُ نقاشاً كبيراً في مواقع (...)
من الشِّعارات الجميلة التي حَمَلَتْها مسيراتُ الحراك الشّعبي، لفتَتْ انتباهي شِعاراتٌ تحمل بوادر تَحَوُّلٍاجتماعي هامّ، وتَدُلُّ على أنّ لهذا الحَراك ما بعده، على المستوى النفسي والاجتماعي، فضلا عن المستوى السيّاسي للجزائريين، لأنّها تُرَكِّزُ على (...)
كانت مسيرةُ أمسِ الجمعة 5 أفريل، هي أوّلُ مسيرةٍ بعد استقالة الرئيس، ولذلك كانت مُتَمِيِّزَةً عن المسيرات السابقة، فكانت ممزوجةً بفرحةِ الانتصار، وَوَثْبَةِ العَزْمِ والاصرارِ على إسقاط بقيّة المطلوبين للسّقوط (يتنحّاو قاع)، كما حَمَلَتْ شعاراتٍ (...)
إذا رجعنا إلى قوائم آخر انتخابات تشريعيّة أُجْرِيَتْ قبل هذا الحراك، فإننا نجدُ مُتَرَشِّحَاتٍ كثيراتٍ، وَضَعْنَ صورهنّ في المعلّقات الإشهاريّة مغطّاة الوجه، وبعضُهُنَّ ترَكْنَ مكانَ الصورة فارغاً، والأكثر سخريّةً أنّ بعضَهنّ وَضَعْنَ بَدَلَ (...)
عندما يحسّ المواطنون بعجز وسائل الإعلام الجزائريّة عن التّعبير على مشاعرهم وأفكارهم يلجئون إلى الشّارع، مستعينين بوسائل التّواصل الاجتماعي، ولا يخفى على أحد خطورةَ أن يَتِمَّ بعد ذلك التّعتيم على حراك الشّارع، لأنّ نتيجتَه تكون زيادةَ الاحتقان، (...)
أَذْكُرُ مرّةً أنّ أستاذاً جامعيّاً ومُثَقَّفاً معروفاً، انتُخِب رئيساً لبلديّة من البلديّات، فصنع حدثاً كبيراً، كان النّاس يتحدّثون عنه وكأنّه خَرَقَ ناموساً إِلَهِيّاً، وكان لِسانُ حَالِهمْ يقول له: “واش هَبْطَكْ لَلْواد؟!..” أو “واش ادَّاكْ (...)
كانتْ الزّحمةُ شديدةً في محطّة البنزين، صفٌّ طويل من السيّارات التي ينتظر أصحابُها أدوارَهم، بشيء من العَجَلةِ والعصبيَّةِ الملحوظة، وكانت محاولاتُ بعضِ السّائقين التّحايلَ على الطابور لكسب بعض الوقت تُصعِّدُ في إثارة الأعصاب، كما كانت أجهزةُ (...)
لقد ظلّ آباؤنا وأجدادنا يحتفلون بعيد ينّاير (راس العام) بالكسكسي و “الشَّرْشَمْ” منذ القديم دون أيّةِ حَساسيَّةٍ عِرْقِيَّةٍ، واليوم يكتُبُ بعضُهم بمناسبة ينّاير، عن ضرورة إرجاع “المُهاجرين غير الشّرعيين” العرب إلى شبه الجزيرة العربيّة!.. هكذا تريدُ (...)
إنّ الذي يَتَأَمَّلُ عَدَدَ الهيئات والمجالس التّنفيذيّة والتّشريعيّة والاستشاريّة الكثيرة الموجودة في الجزائر، يعتقدُ أنّ المجتمع بمختلف شرائحه، مُؤَطَّرٌ بشكلٍ رائعٍ لا مجال معه للانفلات أو القطيعة أوسوء الفهم وفقدان التّواصل..فإلى جانب المجالس (...)
حكى لي أَحَدُهم نُكْتَةً لها دلالةٌ كبيرةٌ على الطبيعة العاطفيّة الهشّة للإنسان الجزائري، حيث قال لي: أراد أَحَدُ الماكرين أن يُوصِلَ رسالةً تتضمّنُ تَشْهيراً بأحد منافسيه إلى أكبر شريحة مُمْكِنةٍ من النّاس.. فكتب نصَّ التَّشْهير الذي يتضمّنُ شتائم (...)
أَحْكَمْ زيتَك يا مول الزِّيتْ
علي خفيف
“أَحْكَمْ زيتك يا مول الزيت” مثلٌ شعبيٌّ شائع يُرَدِّدُهُ الجزائريّون كثيرا، وينطبقُ على طريقة عيشِهم كثيرا، لكنّ كثيرا منهم لا يعرف مَوْرِدَهُ، لأنّ لكلّ مَثَلٍ مورداً ومضرباً، فالمورد هو الحادثة الأولى التي (...)