هذه الجريمة وقعت بحي وادي أوشايح ببلدية باش جراح بتاريخ 27 نوفمبر 2008 في حدود الساعة السادسة صباحا، إثر نشوب شجار بسبب مكان في موقف سيارات ''الكلوندستان'' بين (ز· عبد القادر) والد المتهمين الثلاثة و(ب· سليمان) أخ الضحية اللذين يعملان كسائقي أجرة بطريقة غير شرعية ''كلوندستان''، ولم يفك الشجار إلا بتدخل سكان الحي، وعلى إثر إصابة المتخاصمين بجروح نتيجة العراك الذي دار بينهما، تم اقتيادهما من قبل مصالح الشرطة التي حضرت إلى المكان، لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل تطورت الأمور بتدخل المتهمين الثلاثة وهم أبناء (ز· عبد القادر)، وبدافع الانتقام لوالدهم، تقدموا إلى أخ الضحية الذي كان على متن سيارة أجرة فور وصوله إلى الحي وحاولوا التهجم عليه، إلا أن والدهم منعهم من ذلك لأنه ليس الشخص المقصود الذي يريد تصفية حسابه معه، وبعدها قام المتهمون بمطاردة الضحية إلى غاية وسط الحي رفقة 15 شخصا آخرين مسلحين جميعهم بالأسلحة البيضاء، وقاموا بالتهجم عليه، وعلى رأسهم (ز· محمد) الذي قام بطعن الضحية بالسكين بطعنة كانت كافية لوضع حد لحياته، بعدما تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب تأثره بتلك الطعنة التي قدرت، حسب تقرير الطب الشرعي، بأنها ذات عمق 6 سنتيمتر وتسببت في إصابة خطيرة على مستوى الكبد، البنكرياس، الأمعاء الدقيقة والكلية اليسرى· وبعدها تمت متابعة المتهمين الأشقاء بجناية القتل العمدي ليمثلوا بذلك أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة· وخلال جلسة المحاكمة، أنكروا نيتهم قتل الضحية، مؤكدين أن القتل كان دفاعا عن النفس لأن الضحية هو الذي طعن شقيقهم (ز· جلول) بواسطة سيف ليرد أخوه (ز· م)، في حين تنصل المتهم الثالث من الجريمة لأنه لم يكن موجود ساعة قتل الضحية، غير أن الشهود خلال المحاكمة أكدوا عكس ما صرح به المتهمون الثلاثة الذين كانوا في مسرح الجريمة، وأنهم لم يتعرضوا لأي اعتداء من طرف الضحية وأن القاتل كان (ز· م)· وعلى أساس الجريمة، طالب ممثل الحق العام بإعدام المتهم (ز· م) الذي قام بقتل الضحية، وعقوبة السجن المؤبد في حق شقيقيه اللذين شاركا في الجريمة·