فضّلت السلطات الفرنسية إحالة قضية اللافتة العنصرية التي تم اتخاذها شعارا لحملة الانتخابات الجهوية بفرنسا، والتي تسيء للعلم الجزائري للعدالة عوض اتخاذ قرار رئاسي يقضي بسحبها، وفي ظل صمت وزارة الخارجية الجزائرية التي كان من المفروض عليها أن تستدعي مرة أخرى سفير فرنسابالجزائر للمطالبة بتوضيحات والاحتجاج على مثل هذا التصرف· -- صمت رهيب لوزارة الخارجية والأسرة الثورية وإلى غاية، أمس، لم تبدِ لا السلطات الفرنسية ولا الجزائرية أي موقف من القضية عدا البيانين المنفصلين اللذين أصدرتهما جمعيتان حقوقيتان فرنسيتان، أول أمس، يدعوان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، في فرنسا، الذي يترأسه جون ماري لوبان، إلى سحب اللافتة العنصرية، التي تم اتخاذها شعارا لحملة الانتخابات المحلية، والتي تربط بين العلم الجزائري وتزايد مدّ التطرف الديني في فرنسا، وطالبت كل من ''رابطة معاداة العنصرية'' و''حركة مناهضة العنصرية'' بضرورة سحب اللافتة، في أسرع وقت، ومقاضاة أصحابها بسبب ما تتضمنه من إساءة إلى أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا· وتوضح اللافتة مدى الحقد الذي يخفيه السفاح جون ماري لوبان للجزائريين، كيف لا، و هو الذي أرسل في الخمسينيات إلى الجزائر قائدا لفرقة من المظليين، مارس التعذيب الوحشي ضد الوطنيين الجزائريين حتى أن البعض من هؤلاء قضوا بسبب ذلك· والغريب في الأمر أيضا أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي تدعي مساندتها للجزائر خاصة اليسارية منها، راحت تتحدث عن السرقة التي قام بها الحزب الوطني الفرنسي فيما يخص اللافتة بادعائها بأن لوبان اقتبس الفكرة والشعار من إحدى الشعارات بسويسرا التي صادق برلمانه مؤخرا على قرار من منع إنجاز الصوامع من قبل مسلمي سويسرا· يتزامن هذا التصرف العنصري مع تلك التصريحات غير المسؤولة لوزير خارجية فرنسا فيما يخص توتر العلاقة بين الجزائروفرنسا في الفترة الأخيرة، والتي لقيت انتقادا لاذعا من قبل السلطات الجزائرية لتضاف إلى التصرفات غير المسؤولة لفرنسا تجاه قضية إطلاق سراح الرهينة الفرنسي بمالي مقابل إطلاق سراح إرهابيين جزائريين كانا محتجزين بمالي·