لم تمر محاكمة المدعوة (م/ف) البالغة من العمر 34 سنة والمتهمة بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق أم وابنتها على شاكلة باقي الجلسات التي احتضنتها غرفة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، صباح أمس، حيث أنه ولدى شروع هيئة المحكمة في الاستماع للمتهمة حدث ما لم يكن في الحسبان·· الجانية وبعد استدعائها من قبل هيئة المحكمة للإفادة بشهادتها تبعا للوقائع والتهم المنسوبة إليها، نزعت خمارها الذي كانت تغطي به رأسها ولفته حول عنقها في محاولة فاشلة منها للإنتحار هروبا من الجريمة التي ارتكبتها وبهدف التأثير على القضاة الذين أجلوا النظر في القضية إلى الأسبوع الأول من الشهر القادم ·· تعود وقائع هذه القضية التي توبعت فيها المتهمة إلى شهر أكتوبر 2007 عندما انتقلت إلى منزل جارتها التي كانت تربطها بها علاقة حميمية وعندما فتحت لها الباب سلمت عليها وسألتها عن أحوال عائلتها قبل أن تدخل معها في حديث طويل إنتهى باستلال المتهمة لساطور كانت قد جهزته مسبقا وخبأته في حقيبة يدها قبل أن تنهال على الضحية بضربات قاتلة على مستوى الرأس وأنحاء متفرقة من جسمها تسببت لها في حدوث نزيف حاد وأدخلتها في حالة غيبوبة، وفي هذه الأثناء دخلت إبنة الضحية الكبرى وبعد أن باغتت المتهمة التي بمكان وقوع الجريمة نالت هي الأخرى جزاءها من الضربات غير أنها تمكنت من الهروب إلى الخارج لطلب النجدة حيث استجاب لها الجيران بعدما سمعوا صراخها ·· بعد ذلك تم نقل الأم التي كانت في حالة خطيرة وابنتها إلى العيادة الطبية بشلغوم العي،د ثم المستشفى الجامعي إبن باديس بقسنطينة، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالجروح الخطيرة التي تعرضت لها، وكانت تلك التي أصابتها على مستوى الرأس هي سبب وفاتها· المتهمة وخلال كامل مراحل التحقيق، إعترفت بالجرم المنسوب إليها، وقالت أنها صباح ارتكاب الجريمة سمعت صوتا في منامها يأمرها بأن ترتكب جريمة قتل قبل حلول عيد الفطر، وهو ما دفعها لقتل جارتها· الخبرة العقلية الأولى المنجزة أظهرت أن المتهمة تعاني من مشاكل هستيرية، وأنها انطوائية إلا أن طبيبين بمستشفى الأمراض العقلية ذكرا في تقريرهما أنها سليمة وتتحمل المسؤولية الجزائية، وهو ما تم التأكد منه من قبل المحكمة بعد إخضاع القاتلة لسبع خبرات طبية ونفسية جاء فيها أن المتهمة لا تعاني من أي مرض عقلي وإنما مشكلها هو نفسي محض، وأنها تتحمل المسؤولية الجزائية· دفاع المتهمة طالب هيئة المحكمة بمراعاة الظروف الصحية لموكلته والنظر لحالتها النفسية الصعبة قبل إصدار الحكم في الرابع ماي القادم·