كلهم ينظرون إليكْ كجرذٍ تعافه كل العيونِ لتمسي بلا صاحب دون دربِ وحين تصادفهم كبرياؤك في صمتها يحسبونك قد خنت ما كان يوما عوالمهم ثم تمضي وحيدا كما كنت يوم البداية لا ترتدي أي ثوبِ وحين تلامس عيناك وجه الصباح المدثَّر في حزنه القرطبيِّ يهمسون إلى أذن الصبح: '' لا تقترب·· فيه·· وفيه'' وأنت على غفلة تستمد أمانيك من قصص لوثتها أحاديثك البور لتمسي وحيدا كما كنت يوم البداية من غير حبّ كلهم ينظرون إليك وأنت وحيد على الباب تنتظر الابتسامة حتى تجيءْ ولكنها لا تجيء ساعة·· ساعتان وأنت لوحدك تنتظر الانتظار لتبقى وحيدا كما كنت يوم البداية عبدا لربِّ تضيق المسافات في لحظة الانبلاج وفيك تضيق الأماني كما كان في زمن الأندلسْ ونفسك شيء يكاد يصير الفراغ ليمتص منك الثوابت حتى تميل على ميله ربما تأتنسْ على أي درب ستمشي؟! أتمشي على درب من خالفوك الرؤى وخاضوا البحار التي كسَّرت ساعديكْ وحاولوا أن يشربوك الدنسْ على أي درب ستمشي وكل الدروب تؤدي إليهم وقد كنتَ أنتَ وخلَّيْك لا تأكلون الثمار التي لا تجود صراحهْ فآلت إليهم جميع الدروب فصرت كخليك كالإفتراقِ كقصر خراب يعشعش فيه العبسْ وعدتَ كما كنت يوم البداية طفلا ينام على حلمه السرمديِّ يغني إذا أجلسته على حجرها أمه ويبكي إذا أبعدته وكم أبعدته وكم أبعدته وكم ذا بكى··· كأنَّ البداية فيك انتهت حين جئت تبشرهم باحتسائك خمر الرجولةِ من غير نخبِ تضيع المسافات فيك تتيه المسافات فيك فكلِّ الدروب التي قد سلكت قصيرة وكل النساء اللواتي عشقت مضين إلى الحب من غير حبِّ وكل إله عبدت انتهى صنما دون اسم لتمسي وحيدا كما كنت يوم البداية من غير ربِّ وفي لحظة الانكسار يساورك الاعتذار إلى اللحظة المقبله لعل بها يستقيل الكلام من الشفتين وتصبح أنت كما القنبله ويلتف حولك كل طريد وكل شريد وكل سؤال أضاع الجواب لتسعى إليك الخطى المثقلة وما تلبث حتى تعود إليك بنصف جواب وطنّ من الأسئله لتمسي وحيدا كما كنت يوم البداية لا ترتدي أي ثوب علام إذن أشتهي أن أكونك أنت وفيك يحاصرني الانتظار وحتى انتمائي إلى جسدي فيك غربه فلا وطن يشتهيني ولا وطن أشتهيه ولا حتى تربه لأني كما أنت صرت أنا لحظة لخَّصت موطنا في أقاصي الأقاصي هناك·· على حافة الصمت أين تموت الطيور بغير محبه علام إذن أشتهي أن أصيرك أنت وأنت انتهاء الحديث الجميل ووسوسة قد تقولها نفسي ونفسي انتقام المصير الغبيّ اتنفسي حتى تعودي إليّب ففي حلقات دخانك ينطفئ الصبح بين الأصابعْ أنامُ؟! ربما ساعة·· ربما ساعتين فخلفي الكوابيس مثلي أنا لا تنامُ وحتى الأرق لايمل المضاجعْ أحب؟! ربما مرّة·· ربما مرتين ولكني حين أشاهد قيسا يكسر أغلال ليلى وحين أشاهد ليلى تفضِّل غيره حين تضاجعْ أملّ من اللانهاية في كل شيء عدى حين تختمر الكلمات على شفتيْ وترقص بين السطور قصائد شعر وتهرب بين الأصابع