تقرر في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، تأجيل انطلاق أسطول الحرية الهادف إلى كسر الحصار عن غزة، الذي سينطلق من اليونان وتركيا، للمرة الثانية على التوالي، وأوعزت منظمة الإغاثة وحقوق الإنسان التركية الأسباب، إلى تأخر وصول وفود أوربية، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن عملية شحن البواخر بالمساعدات في موانئ أثينا هي السبب· وتأتي مفاجأة مصرية للرأي العام الدولي، بعرضها مقترحا وصفته الوفود بالغريب، يتمثل في تحويل الأسطول نحو ميناء العريش بدل غزة· أقامت منظمة ''الإيهاها'' التركية للإغاثة وحقوق الإنسان حفلا استعراضيا ليلة الإثنين إلى الأربعاء حضره المئات من مختلف دول العالم عبر آسيا والشرق الأوسط وأوربا وأمريكا في أنطاليا التركية، قال فيه رئيس الهيئة التركية التي تنسق لإطلاق الأسطول البحري، بأنها قررت تأجيل الرحلة لكسر الحصار لأسباب موضوعية تتعلق بتأخر وفود أوربية في الالتحاق في التوقيت المحدد، بينما كشفت مصادر إعلامية محلية في تركيا واليونان، بأن الأسباب أيضا بالأساس تتعلق، بالإضافة إلى السبب الاول، ببطء حركة شحن الإعانات والمساعدات الدولية على ظهور السفن في موانئ العاصمة اليونانية، أثينا، زاد من صعوبتها الوضع الاقتصادي الحرج الذي يمر به هذا البلد على خلفية الأزمة الاقتصادية التي ألمّت به· هذا، وثمن رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الفلسطينية لعرب 48 في مداخلته، أمس، بتجمع أنطاليا في تركيا بمبادرة الجزائر، ووجدوها ضمن عشرات الجنسيات لمئات الأشخاص عبر العالم، وقال ''إن وجود الجزائر بيننا لهو شرف وفخر وليست خطوة غريبة عن شعب يعرف معنى التضحية جيدا''· وقال رائد صلاح الذي سيخص الوفد الإعلامي الجزائري، اليوم، بلقاء حصري في فندق ''قتوروش'' بأنطاليا، بأن الجزائر قدمت ولا تزال تقدم للقضية الفلسطينية الكثير، منوّها بمبادرة الانفراد الجزائري الجماهيري بشراء باخرة وشحنها كما ونوعا بمساعدات إنسانية لفائدة الغزاويين· وبينما كان رعايا من جنسيات عديدة عبر العالم يتابعون بقلوبهم وأرواحهم حيثيات خبر انطلاق الأسطول، خرجت مصر كعادتها لتنقذ إسرائيل من حرج دولي هائل، حيث عرضت على منظمي رحلة كسر الحصار، الرسو في ميناء العريش بدل غزة، ووصف هذا العرض هنا في تركيا من قبل قيادات الوفود ومنظمة الإغاثة بوصفين، الأول جاء على لسان لمين ادبلاغ، أحد قيادات هيئة الإغاثة التركية، إذ قال: ''نحترم العرض لكننا نرفضه في نفس الوقت، فهدفنا ليس الأكل والشرب والدواء الذي نحمله في غزة هو الهدف بل كسر الحصار''· أما الوصف الثاني الذي أطلق على العرض المصري هو أن القاهرة تحاول ''كسر'' الحصار، ونجدة إسرائيل من الحرج الدولي بعرضها خدمات على تل أبيب تغنيها عن عمليات التفتيش والتأكد من هويات الأشخاص الذين تحملهم ظهور سفن كسر الحصار، ومحاولة إقناع قباطنتها بوضع الحنات على مينائها· هذا العرض سارع محافظ مقاطعة سيناء باعتباره المشرف المباشر على ميناء العريش، عبر الفضائيات الدولية إلى نفي التصريح به على لسانه، لكن دون نفي صدوره عن السلطات المصرية العليا· وفور وصول خبر العرض المصري الغريب، سارع الوفد الجزائري جماعيا مع وفود أخرى، حسب رئيس الوفد الجزائري عبد الرزاق مقري في تصريح صحفي، إلى جمع توقيعات المشاركين في الأسطول للتعهد برفض أي تسوية أو عرض تقترحه مصر وعدم إدخال المساعدات إلى أراضيها، حيث يفترض أن يشرع في جمع التوقيعات ابتداء من صباح اليوم·