تخلت كوريا الشمالية عن اتفاق يهدف إلى تجنب المواجهات البحرية العرضية مع جارتها الجنوبية، ردا على اتهام سول لها بالمسؤولية عن إغراق باخرة حربية· وقال قائد الأركان الكوري الشمالي في رسالة موجهة إلى جيش بلاده إن بيونغ يانغ ''ألغت بالكامل'' اتفاقا بين الكوريتين هدفه تجنب الاشتباكات العرضية على طول الحدود البحرية الغربية للبلدين· ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن المصدر ذاته قوله إن ''ضربات فورية ستوجه'' إلى أي سفينة كورية جنوبية تتجاوز المياه الإقليمية· ومعلوم أن التوتر بين البلدين إرتفع بصورة مأساوية الأسبوع الماضي مع إعلان محققين دوليين أن السفينة الحربية الكورية الجنوبية ''تشويان'' أغرقت يوم 26 مارس الماضي بطوربيد كوري شمالي، وهو ما نفته بيونغ يانغ· وأضاف قائد الأركان الكوري الشمالي أن حظرا سيفرض على حركة المركبات والأشخاص الذين يحاولون الانتقال باتجاه المنطقة الصناعية المشتركة في مدينة كايسونغ الحدودية، وهي آخر مشروع مشترك بين البلدين على حدودهما البرية· وجاء الإعلان الكوري الشمالي بعد ساعات من انتهاء 10 سفن حربية كورية جنوبية - بينها مدمرة تزن 3500 طن - من تدريبات استمرت يوما واحدا على التصدي للغواصات على الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وسط تحذيرات كورية شمالية بأن تلك التدريبات قد تؤدي إلى نشوب حرب· ومعلوم أن الكوريتين ما زالتا منذ الحرب الكورية (1950-1953) في حالة حرب من الناحية الفنية، نظرا لأن النزاع إنتهى باتفاق هدنة وليس باتفاق سلام· من ناحيته، جدد قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية الجنرال وولتر شارب، التزام بلاده بدعم سول في الإجراءات التي ستتخذها ضد بيونغ يانغ، داعياً كوريا الشمالية إلى وقف كل الأعمال ''الاستفزازية'' والالتزام بالاتفاقيات السابقة· ووصف، شارب، إغراق السفينة ومقتل بحارتها ال 46 بالعمل غير المسبوق، وتعهد بالاستمرار في دعم سول وإعلان الرئيس لي ميونغ باك بأنه سيقدم القضية أمام مجلس الأمن الدولي· وتخطط كوريا الجنوبية لإجراء عمليتي تدريب مشترك مع القوات الأمريكية الموجودة على أراضيها والبالغ عدد أفرادها 28 ألفا في جويلية المقبل، وسيكون عنوانها سبل إجهاض هجوم كوري شمالي· سياسيا توقع مسؤول أمريكي، الأربعاء، أن الصين تعيد النظر في علاقتها بكوريا الشمالية وتبدي قدرا أكبر من التعاطف مع كوريا الجنوبية بخصوص إغراق إحدى سفنها الحربية، وذلك عندما يزور رئيس الوزراء الصيني وين جياباو سول هذا الأسبوع· ونقلت وكالة ''أسوشيتد برس'' عن المسؤول قوله إن الصين - وهي آخر حليف رئيسي لكوريا الشمالية - أعطت مؤشرات على تعاطفها مع محاسبة بيونغ يانغ على مهاجمة السفينة الكورية الجنوبية، وأنها ''قد تدعم نوعا من التوبيخ'' الذي يمكن أن يوجهه مجلس الأمن· وذكر مسؤول آخر أن بكين غاضبة من بيونغ يانغ وربما تلمح خلال زيارة جياباو إلى استعدادها لمناقشة الطريقة التي ينبغي أن ترد بها الأممالمتحدة على إغراق السفينة·