أعلن رئيس الوزراء الياباني، يوكيو هاتوياما، أمس، رسميا أنه سيستقيل من منصبه لفشله في الوفاء بتعهد قطعه للناخبين خلال حملته الانتخابية بنقل قاعدة أمريكية من جزيرة أوكيناوا جنوبي البلاد، وطالب كذلك باستقالة الرجل الثاني في حزبه الحاكم· وجاء قرار هاتوياما (63 عاماً) بالاستقالة بعد أقل من تسعة أشهر على توليه السلطة، وبعدما أظهرت استطلاعات الرأي تدني شعبيته إلى ما دون 20 %، مما هدد فرص نجاح الحزب الديمقراطي الياباني الذي يتزعمه في الانتخابات المتوقعة الشهر المقبل· وصرح هاتوياما خلال اجتماع لكبار المسؤولين في حزبه أنه طالب باستقالة الأمين العام للحزب الواسع النفوذ، إيشيرو أوزاوا، وقال ''أستقيل وأطلب أيضاً من أوزاوا أن يستقيل''· ويطالب عدد كبير من أعضاء حزب هاتوياما برحيله لإفساح المجال أمام مرشحي الأغلبية بالفوز في انتخابات المجلس الأعلى للبرلمان المقررة يوم 11 جويلية المقبل· وتدنت شعبية هاتوياما الذي تولى السلطة يوم 16 سبتمبر الماضي، بشدة بسبب عدم وفائه بالوعد الذي قطعه للناخبين خلال حملته الانتخابية بنقل قاعدة لمشاة البحرية الأمريكية من جزيرة أوكيناوا جنوباليابان· وكان هاتوياما قد أكد الأسبوع الماضي أنه سيمضي قدما في اتفاقية وقعت مع الولاياتالمتحدة عام 2006 تقضي بنقل قاعدة فوتينما إلى منطقة أخرى شمال الجزيرة، مما أثار سخط سكان أوكيناوا الذين يطالبون بنقلها من الجزيرة كلها· وكما اعتذر لسكان أوكيناوا بعد قبوله باتفاقية 2006 وفشله في تنفيذ تعهده الانتخابي، وبرر بأن وجود القاعدة الأمريكية في الجزيرة أمر حيوي لأمن اليابان في ظل التوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية، وقال في تصريحه أمس أن ''عمل الحكومة لم يفهمه الشعب جيداً·· لقد فقدنا إصغاءه''· يذكر أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الصغير إنسحب، الأحدالماضي، من الائتلاف الثلاثي الحاكم بعدما أقال، هاتوياما، زعيمة الحزب، ميزو فوكوشيما، من مجلس الوزراء بعد اعتراضها على قرار نقل القاعدة الأمريكية· ورغم أن انسحاب ذلك الحزب قد يفقد الديمقراطيين بعض الأصوات في انتخابات المجلس الأعلى للبرلمان، فإنه لن يسقط الحكومة لأن الديمقراطيين يحتفظون بأغلبية كبيرة في المجلس الأدنى الأكثر قوة في البرلمان الياباني· الجدير بالذكر أن هاتوياما هو رابع رئيس وزراء ياباني يستقيل خلال أربع سنوات، رغم أنه كان حتى مساء الثلاثاء يؤكد أنه سيبقى في منصبه·