أخيرا، فاز المنتخب الوطني بعد صيام عن التهديف دام قرابة خمسة أشهر، حيث لم يحقق ''الخضر'' أي تفوق منذ مباراة كوت ديفوار في الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا بأنغولا في شهر جانفي الفارط· رغم أن فوز أول أمس على المنتخب الإماراتي في ثالث مباراة ودية للخضر استعدادا للمونديال، سيقدم دعما بسيكولوجيا لأشبال سعدان لدخول كأس العالم بمعنويات مرتفعة بعد مرحلة الشك التي دخلت نفوس اللاعبين إثر سلسلة النتائج السلبية التي حققها المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة، إلا أن الطريقة التي طرد بها رفقاء زياني النحس واسترجاع نشوة الفوز لم تكن مقنعة، وذلك بالنظر إلى أداء اللاعبين والفوز الصغير المسجل على منتخب الإماراتالمتحدة، ليبقى المنتخب الوطني في مرحلة البحث عن نفسه، علما أن الوقت لن يكون في صالحه، خاصة وأن المونديال على الأبواب· شاوشي ينقذ مرماه في ثلاث مناسبات رغم أن الحارس فوزي شاوشي لم يتلق كرات كثيرة في مباراة، أول أمس، بالنظر لتراجع مستوى المنتخب الإماراتي إلى الدفاع وكذا التمركز في وسط الميدان، معتمدا عن الكرات المرتدة، إلا أن شاوشي أظهر مستوى كبيرا وكان رائعا في تدخلاته على غرار المباراة الودية أمام إيرلندا، حيث كان وراء الهدف الثاني· وعرفت المواجهة تألق شاوشي الذي كسب ثقة الناخب الوطني رابح سعدان الذي صرح مباشرة أنه سيكون الحارس الأول، وذلك بفضل أدائه الجيد، حيث تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه بتدخله الرائع في ثلاث مناسبات صعبة· بوقرة رائع، حليش فقد التركيز وعنتر متوسط لم يكن مردود خط دفاع ''الخضر'' والمتكون من الثلاثي بوقرة، حليش وعنتر يحيى في المستوى المطلوب في مباراة أمس، حيث أظهر اللاعبون ثقلا في التحرك ونقص التنسيق بينهم خاصة بين الثنائي حليش وعنتر، ما جعل مهاجمي المنتخب الإماراتي يتوغلون في أكثر من مرة في منطقة المنتخب الوطني وتهديد شباك شاوشي· في حين أنقذ بوقرة الموقف، وكان رائعا في تدخلاته وكذا تفوقه في الصراعات الثنائية· كما بدا على حليش نوعا من''النرفزة'' ما جعله يفقد التركيز على المواجهة. ومن جهته، أظهر عنتر وجها متواضعا مقارنة مع مستواه المعهود، وهذا يرجع لعودته مؤخرا من الإصابة، ولم يسترجع كامل إمكانياته، وأنه لعب اللقاء بكل حذر لتفادي تفاقم الإصابة· الهجوم الهاجس الأكبر، غزال وجبور غير مقنعين النقطة السوداء حاليا في تشكيلة سعدان التي تستعد للمونديال هي الهجوم، الذي أثار مخاوف الناخب الوطني، بسبب العقم الهجومي الذي يطارد تشكيلته منذ أزيد من خمسة أشهر، وأن التحاق غزال بالمنتخب الوطني لم يقدم الدعم الإضافي المنتظر منه، كونه سجل هدفا وحيدا فقط منذ تقمصه للألوان الوطنية. وإلى جانب ذلك الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الوطني بعد خمس مباريات منذ لقاء كوت ديفوار جاء بضربة جزاء· ولم يظهر جبور في المواجهتين الوديتين الأخيرتين بنفس الوجه الذي يلعب به في ناديه إيك أثينا، حيث لم يخلق أي فرصة خطيرة سواء أمام الإمارات أو إيرلندا سانحة للتهديف· وإلى جانب ذلك، فقد كان دخول بودبوز متأخرا نوعا ما، حيث أنعش الهجوم بصفة ملحوظة بفضل توغلاته وحركته الفنية، إلى جانب مخالفته الرائعة التي كاد أن يسجل بها الهدف الثاني· لكن يبقى أمام سعدان إيجاد الحل اللازم وفي أقرب أجل لفك العقدة الهجومية· بلحاج، زياني، بودبوز ومطمور يؤكدون أكد كل من نذير بلحاج، زياني، بودبوز وكريم مطمور، من خلال مردودهم في مباراة أول أمس، مكانتهم في المنتخب الوطني دون أي نقاش، فالظهير الأيسر نذير بلحاج أظهر مهارات كبيرة بفضل انطلاقاته السريعة في الرواق الأيسر وبنائه لهجمات معاكسة خلقت صعوبات كبيرة للاعبي المنتخب الإماراتي. كما ساهم زياني بفضل أدائه الكبير في وسط الميدان في بناء اللعب، حيث كان رجل اللقاء رغم نقصه للمنافسة، وكانت عودة مطمور موفقة رغم معاناته من الإصابة. أما الوجه الجديد في تشكيلة سعدان، رياض بودبوز، فخلق انتعاشا كبيرا في الخط الهجومي، لذا سيكون بودبوز من بين حلول سعدان لتجاوز المشكل الهجومي·