بالرغم من أن أيقونة كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر، قد أعلن صراحة عن دفن خلافه مع رئيس اتحادية كرة القدم محمد راوراوة، وإعلانه أيضا عن وجوده تحت خدمة الجزائر إذا اختارته هيئاتها المسؤولة على كرة القدم مدربا للفريق الوطني، إلا أن ذلك لا يكف ليُبين نسبة احتمال ورود اسمه على قائمة راوراوة للمدربين المستقبليين للخضر·· فمراجعة ماجر لموقفه من راوراوة كان من طرف واحد، وبقي الطرف الآخر دون نفخ الدفئ على برودته حتى بعد كثرة الحديث عن رحيل سعدان·· فهل سيكون مرجع راوراوة في ماجر على قائمة الأسماء المحتملة ما جرى بينهما سابقا؟ لن ينسى أحد من الجزائريين ذلك المشهد المؤثر في تاريخ كرة القدم الجزائرية، عندما قام رابح ماجر وهو مدرب وطني ل ''الخضر''، بتمزيق عقده الذي يربطه بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم على المباشر في التلفزيون الجزائري، وكان يرأسها آنذاك محمد راوراوة· لقد أعلن ماجر يومها وبغضب شديد الطلاق بالثلاث مع الرجل الأول في إدارة الكرة الجزائرية، حيث اعتبر راوراوة -من جهته- تصرف ماجر ليس مجرد تطاول عليه وعلى الاتحادية، بل إهانة له ولهيئة جزائرية رسمية، ممثلة في شخصه· كان السبب الرئيسي في تكهرب علاقة رجلان قدما لكرة القدم الجزائرية، إداريا وفنيا، الكثير، وشعبيتهما تتجاوز بكثير الحدود الجزائرية ومستطيلها الأخضر، حسب ما تم تداوله رسميا وغير رسمي، بأن محمد راوراوة أصبح يتدخل كثيرا في صلاحيات رابح ماجر، وقد فجّرت المباراة التي جمعت بالجزائر، ''الخضر'' والشياطين الحمر البلجيكيين، وانتهت فيها نتيجة المباراة بتعادل بهدف في كل شبكة، حيث اغتاظ ماجر من الطريقة التي تمت بها إقالته وشيوعها بين الناس قبل أن يتم إبلاغه بها رسميا، الأمر الذي دفع الأخير في حصة من حصص ملاعب العالم، التي كان يُنشطها حفيظ دراجي بالإعلان عن حيازته على عقد، من الاتحادية بإمكانه أن يُغرق به راوراوة وهيئته في البحر لو رفعه ورفع معه شكوى إلى الاتحادية الدولية لكرة القدم، إلا أن ماجر يومها، أكد بأنه لن يفعل ذلك مراعاة لصورة والألوان الجزائرية، وأعلن حتى عن التخلي عن حقوقه المالية، مغادرا البلاد بعيدا عن المشهد الكروي الذي بدا يومها في الجزائر، بائسا وكئيبا، لفقدانه علاقة عمل فولاذية كانت ستذهب بمعشوقة جماهير ''الخضرا'' بعيدا نحو الأمام· اليوم، وإن كان ماجر قد دفن خلافه بعد ثلاث تجارب مريرة، على رأس العارضة الفنية على فترات متقطعة ما بين 94 و,2001 فإن راوراوة لم يعلن إلى حد الآن عن ذلك، ما يجعل ذوبان الجليد على محور راوراوة ماجر من جهة واحدة فقط·· ويأتي هذا المشهد الجديد في تاريخ العلاقة بين الرجلين والمشهد الكروي في الجزائر، في ظل الحديث عن رحيل سعدان، ووجود اتصالات بين جهات جزائرية ومدربين أجنبيين، وبين وجود أصوات تدفع بالرأي لصالح رابح ماجر الذي ارتفعت أسهمه كثيرا في السوق الدولية وأصبحت مكانته تزن ثقلا زائدا، خاصة وأنه حظي باهتمام الاتحاد الأوربي لكرة القدم لتعيينه كسفير له في الجزائر من جهة، وتشريفه للجزائر شعبا وحكومة، لتعيينه سفيرا للنوايا الحسنة من قبل منظمة اليونيسكو، قبل أسابيع فقط، وهو المنصب الذي تقلدته شخصيات رياضية عالمية، بالإضافة إلى وجود جهات رسمية في الجزائر من خلال أشخاص نافذين وجهات غير رسمية كعدد من الفنيين والمحللين واللاعبين القدامى وعلى رأسهم دوليين سابقين كرشيد مخلوفي وموسى صايب وآخرين، يدعون إلى عودة ماجر ليخلف سعدان· وبإطلالة خفيفة على المنتديات الرياضية الجزائرية، وردود الأفعال حول مقالات صحفية على مواقع إعلامية عديدة، تخص رابح ماجر، يحظى هذا الأخير بدعم عدد غير محصٍ من أنصار ''الخضر''، ويتفق هؤلاء حول قاسم مشترك واحد وهي أن النتائج التي حققها ماجر خلال الظروف المادية والمعنوية التي كانت تمر بها الكرة الجزائرية خاصة خلال التسعينيات، لم تكن سيئة بالمقارنة بين المعطيّين.