على ركح جديد، تلاحقت فيه الحضارة بالتاريخ، انطلقت ليلة أول بالمدينة الأثرية تيمفاد، فعاليات الطبعة الثانية والثلاثين من مهرجان تاموقادي الدولي الذي كانت أولى سهراته ضائعة بسبب برنامج ممل فرض على الجمهور مغادرة المدرجات وتطليق السهرة الافتتاحية التي نشط فعالياتها أصوات ألحان وشباب في طبعتيه الأولى والثانية بمعية الجوق الموسيقي للإذاعة الوطنية وفرقة الرحابة من باتنة··· مهرجان تيمفاد، وعلى عكس الطبعات السابقة، لم تف ليلته الأولى بالمطلوب ولم تتماشى والتغيير الذي كان منتظرا خاصة والسهرات الحالية تقام بعيدا عن الركح الروماني القديم بعد استلام عاصمة الأوراس لمسرحها الجديد الذي يتسع ل 5 آلاف متفرج وخصص لإنجازه أزيد من 10 ملايير دينار كانت كافية لتشييد جوهرة لم يعرف القائمون على المهرجان استغلالها للارتقاء به إلى أعلى واستقطاب جمهور أكبر من ذلك الذي كان يضفي على مسرح تاموقادي جوا من الحماس والإثارة، الشيئان اللذان لم يسجلا في ليلة أول أمس التي نشط فترتها الأولى فرقة الرحابة من باتنة. وبقدر ما كنت عروضها التي تتماشى وعادات وتقاليد المنطقة رائعة وتفاعل الجمهور معها كثيرا وهي تؤدي أغاني عيسى الجرموني وأخرى من التراث الشاوي القديم على غرار ''لسود مقروني''، ''مرض الهوى''، ''واش حالو'' و''يالالا أرواح أوراح''، بقدر ما كان الوقت المخصص لعرضها قصيرا وغادرت الركح بسرعة فاتحة المجال لجوق الإذاعة الوطنية الذي تاهت عناصره الشابة وهي تؤدي أغاني من التراث الأمريكي والأوروبي دون تناسق وبلا روح قبل أن تغادر المنصة، وقد اختتمت عرضها بأغنية للمرحوم عزيز حملت عنوان ''لهوى ودرارا''· وبينما كان الجمهور ينتظر الأفضل من منشطي الفترة الأخيرة، الحضور وبعد مضي حوالي نصف ساعة عن انطلاق عرض أصوات ''ألحان وشباب''، بدأ في مغادرة المدرجات، لأن ما قدم لم يرتق لمستوى تطلعاته عندما اقتصرت العروض على أداء أغاني قديمة ل 18 فنانا جزائريا فقدتهم الساحة الفنية من بينهم صباح الصغيرة، عثمان بالي، الشيخ الحسناوي، فضيلة الدزيرية، حسن العنابي... وغيرهم من عمالقة الفن الجزائري الذين تم استحضارهم من قبل أصوات ألحان وشباب الذين أدوا الأغاني في شكل ديوهات رافقهم فيها فنانون جزائريون على غرار نصر الدين حرة، ندى الريحان ومصطفى قروابي لمدة قاربت الثلاث ساعات كانت كافية لتسجيل العديد من الأخطاء بسبب التعب وطول الفترة التي، وحال انتهائها، لم يكن أحد من الجمهور على المدرجات لأن الساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف صباحا· قالوا عن التظاهرة خليدة تومي (وزيرة الثقافة): ''أنا سعيدة مثلي مثل كل الجزائريين ونحن نضع اليد في اليد في مسيرة البناء والتشييد للحفاظ على تراثنا الثقافي، وها هو الموقع الأثري لتيمفاد اليوم والذي لا يبعد عن أنظارنا إلا بأمتار معدودة يبتسم لنا ابتسامة المضيف الطيب الذي عاش في كنفه هذا المحفل الدولي الكبير على مدار واحد وثلاثين سنة حافظ فيها الزائر على استشراقته الجميلة من خلال أحد أهم وأعرق المنابر الفنية عبر العالم من هنا من تيمفاد''· عبد القادر بوعسلي (والي ولاية باتنة): ''تيمفاد مدينة التاريخ والحضارة وعلى مدار 31 سنة مضت عودتنا على الفرجة والإمتاع عبر مسرح هو فريد من نوعه ولا مثيل له في العالم، تدفقت فيه الحضارة والتاريخ وصنعت مجدا لن يندثر·· أنا سعيد جدا باستقبال ألمع الفنانين في العالم، وعلى لسان سكان ولايتي أهنئ كافة الجزائريين على المستوى الذي بلغته مهرجاتنا الفنية·· سنعمل دائما على تحسين المستوى وبلوغ الأحسن، وهذا لن يتأتى إلا بالتلاحم والتعاون وعدم نسيان من صنعوا مجد الأغنية الجزائرية من شيوخ وأصوات من بينهم صديقي كاتشو، رحمه الله·