الرجل المحدق في السماء لم يفرغ أحزانه في فمي الرجل الذي أحب الأقلام الملونة، وأحب الطين·· لم يرزق بقلب أكثر مدعاة للشوق الرجل الحار كلسعة·· لم يستحم على الرصيف، لم يسحق تحت صمته قنبلة·· ورحيقا وسنبلة·· ···· ···· ثمة القطط الوديعة، والعيون المنطفئة ثمة الوجع المهيب، فأرٌ جوي يتشبث بالجدار بلا سبب·· ثمة نعيق الإسفلت الخجل السريع شغب الساعة يا للحسرة·· العاشق يمطر!! ···· ···· رجل الضوء·· ملاح الحلم، مازال يحتفظ بأول ولاعة مرة·· يشعل مصباحا بين كتفيه·· مرة أخرى·· يفكك الكون·· مرات·· يحرق الخزف، بنظراته المشدوهة الفاتحة·· ذاك الرجل الذي اقتنص الفرو، كان طفلا·· شبحا من ألفة ودعته الريح وخلفته بما لديه: مروحة الطاحونة والخدود الجامحة الأزرار المفتوحة، زغب الحضن·· قنينة ورائحة!! بعد الضفة·· دخلت الضفيرة في أرق·· نزل النهر من عينه اليمنى، والفجر·· آه منه ذاك الفجر الماكث في ما تبقى من جسده المريب كاد ينجو فاحترق!! ···· ···· أراد أن·· أن يرتمي في أمنية، أن يخترق الظهيرة أن يرتفع كمجنون إلى فكرة ممتازة·· دونما قدر·· دونما شرخ مسبق أن يقطع على الليل خلوته ويمنح للبرد قفازه، الرجل الذي سرق العالم، نسي قلبي في الحديقة·· القلب المكتنز·· المغرورق كجبين عجوز·· وحيدا، تكبد أسرار الغابة وحيدا كعش فقد لذة الانتظار·· أي عش قد يفقد لذة الانتظار لما يكون في سيبيريا، فطائر واحد يقيم هناك، وقلب وحيد تشربه الأرض، والوقت ابن الحيرة، يرافق الماء يتناوبان على الحب، لنقرأ قصصا جذابة!! ···· ···· قد تتماطل البذرة لأجل غير محدد، فالساحل، يترفع في النهار عن الحياة بأسرها، وقد يحتج·· للأبد بكسل جامح، ''سيبيريا بعيدة'' سيبيريا·· الجسد الطازج·· الإغفاءة المبشرة بالحصاد بعيدة·· ''اللعنة على أعشاش الساحل'' يقول·· مكتظة وبليدة!! ···· ···· الرجل المنذور للرصيف، قلما يحتفي بالمشاهد، لكنه يجرح قدميه يحركهما في الهواء، يزيح عن عاتقه الصيف، حبذا لو تنطلي عليه الزرقة، لو يهذي·· يترقرق·· يسيل·· بحرقة!! لو يعيد القلب القلب الذي في الحديقة!! ···· ···· مأساة ثانية أن يشيع الزهايمر في العواطف·· كما تشيع الأوبئة·· في البحر، والحبر في الورق الأحمر·· والأغاني في الحانات·· والحانات في القلوب·· ومرة أخرى، بلا طائل·· يحفر في الوعد، بمخالب، أو بلا شيء: تبا لدروس الصف، لغرور الجوع·· للقرى الخامدة·· للغرق الزائغ لزمن الفرصة الواحدة ···· ···· للشمس تلك الكلمة، ''كوني'' أيتها البذرة المضطهدة على سبيل المداهمة ارتفعي لطفا، وهناك·· هناك حيث لا مجال للزيف، هناك، حيث ترفض كل عروض الرشوة، تبرجي بسخاء، للمجنون الأعلى!! ···· ···· لكما الذي ليس هنا، قطاف الموج، هتاف النرد، رقصة ''تولستوي'' المؤجلة، أرغفة الحرب العذبة، لكما السخونة·· الطائرات الورقية إرث الغيمات وشروق الشهوة!! رجل الحرائق، حدق طويلا في الإسفلت كان يود أن تندفعي في بؤرة الصوت·· أن تهمسي·· أن ينتشي، رجل الطريق المحروقة كان يود لو يراك !! يبدو أنه لم يصلك كاملا هذه الصائفة، على سبيل المداهمة، ارتفعي أيضا، وهناك، هناك حيث لا مجال للزيف، هناك، حيث ترفض كل عروض الرشوة، تبرجي له، للمجنون الأعلى، لكما الذي ليس هنا، قطاف الموج، هتاف الموتى، رقصة تولستوي المؤجلة،