إنه موسم الحصاد المرير إذن··· هاهم يتساقطون الواحد تلو الآخر· يذهبون في الأزرق الغامض إلى غير رجعة، يرحلون بعيدا عنا ليسكنوافي الذكريات، وفي الكلمات الذاوية، في الشجن المرّ، المرعب والمريع· هاهم يغيبون في الحشرجات الرخوة لتلتهمهم شهية الموت اللامتناهية··· سيحتفظ التاريخ بسنة 2010 باعتبارها عام تغييب الرائعين من المبدعين··· وسيكتشف المثقفون الجزائريون خاصة بأن فقدان الروائي الطاهر وطار فاجعة صاعقة ونكبة حقيقية للأدب والثقافة في بلادنا!!! لا أحد يستطيع نكران اقتداره ومواهبه في خلق عوالم السرد ولا أحد يمكنه القفز فوق دوره الفاعل في إطلاق المبادرات الثقافية والمشاريع المشرقة· وبالمقابل، لا أحد يستطيع نسيان مزاجه المتقلب ونمائمه، إذ يكذب من يدعي بأن علاقته بالطاهر وطار كانت عسلا في عسل من البداية إلى النهاية ··· وعلى الرغم من ذلك، كان الجميع بشكل أو بآخر يحوم في فلكه، فلك الكتابة والنضال الثقافي المليء بالمطبات· رحل الطاهر وطار الإنسان وبقيت أعماله الأدبية والجاحظية، وهما وريثاه الشرعيان· وإذا كان مستقبل الوريث الأول مضمونا باعتباره إبداعا إنسانيا خالصا، تجاوز حدود المكان واخترق الزمان، فإن أمر الوريث الثاني وأسباب استمراريته سيبقى مرهونا بمدى إخلاص محبيه ومريديه· لقد آلت هذه الجمعية / الرمز لكافة المثقفين الجزائريين الذين تقع اليوم المسؤولية المعنوية على عاتقهم لتبقى معلما ثقافيا يشهد على مؤسسها وعليهم، فهل سيحققون هذا الحلم أم سيخذلونه ؟ أخيرا، وقصد التأصيل لثقافة الاعتراف، أريد أن أبلغ الرأي العام الواقعي بعض الأماني الصغيرة التي حمّلني إياها بعض أصدقائي الافتراضيين / الفيسبوكيين· تتلخص هذه الأماني البسيطة / العميقة في: تسمية المعرض الدولي للكتاب باسم الروائي الطاهر وطار وإقامة تمثال ضخم له وإطلاق جائزة دولية باسمه وتحويل عرس بغل إلى فيلم سينمائي· فهل سيحقق لنا أهل الحل والربط هذه الأماني ؟