أعلن علماء فرنسيون أول أمس الاثنين عن اكتشافهم لفيروس نقص مناعة (سيدا) جديد ينتشر بأجسام البشر، بصورة سرية، دون أن تتبين حتى الآن آثاره ودرجة خطورته، مبينين أن الفيروس الجديد وانتشاره قد يشكلان كارثة محتملة، خصوصا وأنه لم يطفُ على السطح إلا مؤخرا· وأشارت الدراسة، التي احتوت على نتائج الأبحاث، والمنشورة بمجلة ''نيتشر ميديسين'' الأمريكية، أن الفيروس الجديد، 861 RBF، كان قد تمت ملاحظته إثر إجراء فحص على جسم سيدة كاميرونية، مهاجرة إلى باريس عام 2004. وأشار كبير باحثي الدراسة، جان كريستوف بلانتيير، بأن الفيروس الجديد مطابق لنظيرٍ له لوحظ في أجسام الغوريلات، مؤكدا أن الفيروس الجديد يحتوي على جميع الخصائص التي من الممكن أن تجعله معديا للبشر· وبينت الدراسة أن حالة السيدة الكاميرونية ليست معزولة عن غيرها، خصوصا وأنها كانت تقطن العاصمة ياوندي، دون أن تختلط أو تتعامل مع الغوريلات أو القرود، الأمر الذي لا يدَع مجالا للشك أنّ العدوى انتقلت إليها عبر اتصالها بشخص آخر· وذكرت الدراسة أن المرأة، التي لم يُصرَّح عن اسمها، لم تُصب بمرض نقص المناعة ''السيدا''، بمعنى أنها حاملة للفيروس، دون أن يؤثر هذا الأمر على صحتها حتى الآن· وأوضحت الأبحاث، بأن التفسير المنطقي الوحيد لهذه القضية، هي أن الفيروس الجديد انتقل من الغوريلات إلى البشر، مبينة أنه لم تتم حتى الآن معرفة درجة تفشي الفيروس بين الناس، وهو الأمر الذي اعتبرته خطيرا للغاية لأن الفيروس الجديد قد يكون واسع الانتشار بشكل غير طبيعي ومخيف· ودعا العلماء، في دراستهم إلى ضرورة مراقبة الدول الواقع غربي وسط إفريقيا، مثل الكاميرون، لمعرفة مدى خطورة الفيروس الجديد، الذي من الممكن أن ينقلب وباءً يفتكّ بالبشرية·