انتقد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، محمد العربي ولد خليفة، وتيرة تطوير وتحيين مناهج ومضامين التعليم والتكوين العالي التي ألزمها صفة البطء، بغرض إبعاد العربية عن حركية التطور والتقدم العلمي في الجامعة التي يقتصر فيها التدريس باللغة العربية على الآداب وعلوم الإنسان، مستدلا على ذلك بقلة المراجع الأكاديمية باللغة العربية في العلوم الدقيقة وتكنولوجيات الاتصال والمعلوماتية، ما أدى إلى تغريب اللغة في البلدان العربية· قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، على هامش الافتتاح الرسمي لأشغال الندوة العلمية التي عقدت أمس بجنان الميثاق بالعاصمة حول ''تعريب التعليم والتنمية البشرية'': ''إن اعتبار اللغة العربية لغة الدين وحصرها فقط في علومها مثل النحو والصرف وعلوم الفقه وأصوله أدى إلى انشطار النخب إلى تقليدي وحداثي وتبادل أحكام مسبقة بين الطرفين لا تخدم التنمية ولا المجتمع''· وأضاف أن اللغة العربية عاجزة عن مواكبة التقدم الحضاري نظرا لتضافر ثلاثة عوامل ساعدت على إضعافها والحيلولة دون ذلك، وتتمثل هذه العوامل -حسبه- في تخلف وجمود العرب بسبب سوء التسيير والتدبر والاستعانة بالأجانب، المد الكولونيالي الذي تقدم على حساب الدول العربية، وتخاذل أهلها عن تغيير واقعها الحالي ما نتج عنه انشطار المجتمع إلى نخبتين، الأولى في ''غربة معرفية'' والثانية في ''غربة الانتماء''· واستفاض في الحديث عن المعتقدات السائدة حول تعليم اللغة العربية التي أصبح الاهتمام بها يحتل ذيل الترتيب ضمن قائمة أوليات المعنيين بها· ومن جهته، أكد الوزير الأول الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، أن الاستفادة من نتائج البحث العلمي في الاستثمار والتجديد يأتي في قلب العملية التنموية، وأن التعريب لبنة أساسية في مسار التنمية نتج عنه الوعي المبكر بأهمية تعميم استعمال اللغة العربية باعتبار أن هذا الإجراء هو السبيل الوحيد للخلاص من تركة الاستعمار وأن استقلال البلاد لا يكتمل إلا بإحلال اللغة العربية في مكانتها الطبيعية في المجتمع الجزائري·