ذكرت تقارير أمنية ميدانية بدول الساحل، معطيات حول قيام فرع التنظيم الإرهابي ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، بهيكلة شبكات للهجرة السرية من دول إفريقيا جنوب الصحراء· ويعتقد -حسب ذات التقارير- أن التنظيم ''يسعى إلى تنويع مصادر تمويله من خلال تأمين عبور الصحراء للراغبين في الهجر إلى الشمال مقابل مبالغ مالية''· لم تستبعد الأجهزة الأمنية العاملة في الميدان ''استغلال تنظيم القاعدة لهذا النشاط لتمكين عناصرها من التسلل إلى أوروبا عبر قنوات الهجرة السرية''· ويشكل تحوّل القاعدة نحو مصادر جديدة للتمويل، بالإضافة إلى اختطاف الأجانب وابتزاز المهربين والاتجار بالمخدرات، انشغالا أساسيا للأجهزة الأمنية لدول المنطقة خاصة الجزائر التي تسعى إلى تجفيف منابع التمويل لتنظيم القاعدة، وهو الموضوع الذي تمحورت حوله النقاشات التي جمعت مجموعة من خبراء ومسؤولي خلايا الاستعلام المالي لدول المغرب العربي المجتمعين نهاية الأسبوع الماضي بالمغرب في لقاء كانت قد دعت إليه المنظمة الأممية لمكافحة المخدرات والجريمة، حيث تم التركيز على معطيات ميدانية تؤكد اعتماد التنظيم الإرهابي بدول الساحل على نشاطات إجرامية كمصادر للتمويل· ولم يخف المشاركون قلق الأجهزة المكلفة بمكافحة تبييض الأموال من ''استغلال التنظيم الإرهابي لبعض الثغرات لتوظيف الأموال القذرة في الاقتصاد الرسمي لدول منطقة الساحل''، وهو ما جعل تشديد المراقبة المالية ضرورة أمنية بالدرجة الأولى لتفادي إذابة أموال التنظيم في القنوات الاقتصادية الطبيعية· تحوّل القاعدة إلى تهريب البشر، الذي كان حتى الآن نشاطا تقليديا تحتكره جماعات تحظى بحماية منظمات إجرامية بالمنطقة، يكون من محفزاته حسب التقارير الأمنية خبرة التنظيم في النشاط السري والكفاءة في تزوير الوثائق وامتلاكه الوسائل اللوجستية لحماية المهاجرين من عصابات الابتزاز المنتشرة في الصحراء، ما يطمئن المرشحين للهجرة على سلامة عبورهم دول الساحل تحت حراسة إرهابيي القاعدة·