تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، وبالصدفة، عالجت محكمة جنايات العاصمة، نهاية الأسبوع الماضي، قضية شابين في مقتبل العمر قاما بسرقة قطيع من الغنم يتكون من 30 رأسا بضواحي بلدية جسر قسنطينة، وهذا بعد ما اقترفوا جريمتهما الشنعاء في حق مالكها الذي باغته أحدهم وهو ممدا على العشب عندما كان يحرس قطيعه بضربة على مستوى رأسه بواسطة قضيب حديدي كانت كافية لوضع حد لحياته· الشابان (ب· ب) و(ب· محمد) اللذان لا يتعدى سنهما 21 سنة أثناء الوقائع قدما من ولاية تيارت إلى العاصمة واستقرا رفقة عائلتيهما بحي الرملي بجسر قسنطينة بحي قصديري منذ أكثر من 15 سنة، لكن في أحد المرات خطرت على بالهما فكرة سرقة قطيع غنم من الضحية (ب· سعيد) وهو شيخ طاعن في السن كان متعودا على رعي قطيعه بالقرب من الوادي، بحيث قام المدعو (ب· ب) بطرح الفكرة على صديقة، وبإلحاح منه وافق على ذلك وخططوا للعملية التي سينفذونها بإحكام واتفقوا خلال ذلك على ضرب الضحية من أجل صرعه فقط وأخذ القطيع فيما بعد، وكان ذلك في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم، وقررا تنفيذ الخطة، وهذا بعد ترصد الشيخ عندما كان بالمرعى، وهذا بتاريخ 23 ديسمبر ,2000 وخلال ذلك توجه إليه المدعو (ب· ب) عندما كان ممددا على العشب وباغته بضربة على مستوى رأسه بواسطة قضيب حديدي، ثم اقتاد صديقه القطيع بحكم أنه سبق وأن كان راعيا ولديه الخبرة في ذلك، وبعدها غادروا المكان تاركين وراءهم جثة ذلك الشيخ الطاعن في السن ملقاة على الأرض، بعدها قاموا بكراء شاحنة من أجل نقل القطيع المسروق المتكون من 30 رأسا وأخذه إلى ولاية تيارت من قبل المدعو (ب· ب) من أجل بيعه هناك وتقاسم المال فيما بعد، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كون ما خططوا له مسبقا راح هباء حيث كشف أمرهم من قبل عمّ المدعو(ب· ب) الذي كان ذكيا على الرغم من كبر سنه عندما أحضر له ابن أخيه قطيع الغنم في حدود الساعة الثانية زوالا وأخبره أنه اشتراه من العاصمة ويريد بيعه في الحال وعلامات القلق والارتباك بادية على وجهه، هذا ما أثار شكوك هذا الأخير في أمر هذا الغنم ومصدره، فاقترح على المدعو (ب· ب) أن يرافقه إلى مصالح الدرك من أجل الحصول على تسريح من أجل بيعها بسهولة في السوق، وهذا ما نفذه هذا الأخير، لكن بمجرد دخوله مصالح الدرك أعلمهم بالأمر، مؤكدا لهم أنه يشك في أمر القطيع، وعندها فتحوا تحقيقا في الأمر واكتشفوا أنه مرتكب الجريمة التي وقعت بضواحي العاصمة وراح ضحيتها شيخ كبير في السن سرقت أغنامه، وألقوا عليه القبض، واعترف بالجريمة التي اقترفها في حق الضحية رفقة صديقه الذي تم توقيفه مباشرة بعدما دلهم عليه وأحالوهما على محكمة جنايات العاصمة لمحاكمتهما على أساس جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة بتوفر ظرفي التعدد باستعمال العنف وأدانتهما سابقا محكمة الجنايات بالسجن المؤبد في حق المتهم (ب· ب) و10 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم الثاني الذي طعن في الحكم وعادت القضية من جديد للفصل فيها· وخلال جلسة أمس التي مثل فيها المتهم (ب· محمد) صرح بكافة الوقائع نافيا نية القتل، حيث أكد أنهما اتفقا على ضرب الضحية من أجل صرعه وليس قتله، كما وقع، وأنه فعل ذلك بإلحاح من صديقه ووجد نفسه بالسجن تاركا زوجته بذلك البيت القصديري بحي الرملي بجسر قسنطينة·