يوم الجمعة عزلتنا ''ألجيري تيليكوم ''عن العالم وأوقعتنا في عزلة لا مثيل لها عن كل ما يجري في الدنيا ذلك اليوم·· لا هاتف ثابت ولا بورطابل ولا فاكس ولا أنترنت.. بقيت اليوم كله في حالة غضب أقضم أظفاري وأنتظر·· لم أستطع الاتصال برئيس التحرير في ''الجزائر نيوز'' لأخبره بأن هذا العمود مهدد بأن لا يظهر للناس غدا·· ومثل هذه الانقطاعات تحدث في ما يسمى (بقية الوطن) حيث يسكن جزائريون، منهم أنا، ندفع لهذه المؤسسة كل ما تطلبه منا من أموال ولا نناقش الأسعار أبدا، ندفع لها مسبقا مقابل خدماتها·· لكنها تستغفلنا كل مرة·· في الأنترنت ندفع مقابل سرعة تدفق 1 ميغابايت ولكنها أبدا لم تعطنا هذه السرعة دائما أقل·· وعندما تقطع عنا الربط بالشبكة العنكبوتية فهي لا تعلمنا ولا تعوّضنا ولا تعتذر حتى لنا.. يوم الجمعة الحزين هذا كان أيضا يوم تعطل أجهزة السحب الآلي للأموال التي ترتبط في شبكة واحدة مع التلفون والأنترنت·· ومؤسسة ''ألجيري تيليكوم'' تفعل دائما هذا الأمر ولا تخبر الناس عن السبب·· عيب عليها·· والعيب الأكبر أنها تبيعنا تكنولوجيا خردة ومهترئة ويتحدث مسؤولوها في التلفزيون عن الألياف البصرية وعن المشاريع الكبرى، وعن، وعن، وعن، وهي لا تستطيع أن تفصل بين الهاتف والأنترنت وأجهزة السحب الآلي للأموال·· الكل موضوع في قفة واحدة إذا تعطل أحدهم الكل سوف يتوقف·· هل بهذه التكنولوجيا نستطيع أن ننافس العالم والعولمة؟ هل بهكذا استهتار بالزبون يكون اقتصاد السوق؟ أنا غاضب من ''ألجيري تيليكوم'' وأرفع من هذا المقام احتجاجا عنيفا على رداءة خدماتها وعلى استغفالنا واستهتارها بنا وأدعوها -إذا لم تكن قادرة- إلى الانسحاب وفتح المجال لأصحاب التكنولوجيا الحقيقية الجادين الذين لا يضحكون على الذقون ويحترمون الزبون ولا يغشونه.