استغرب سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر عدم توجيه الدعوة لممثلين صحراويين، خلال الندوة الدولية ''ضد الحرب والاستغلال'' التي نظمها الوفاق الدولي للعمال والشعوب بالجزائر، تحت إشراف مباشر لحزب العمال والمركزية النقابية، في وقت ''يصنع فيه المغاربة الحدث باعتداءاتهم واستغلالهم للصحراء الغربية شعبا وأرضا''· لاحظ العديد من الأطراف خلو برنامج المنسق العام للوفاق الدولي للعمال والشعوب دانيال غلوكشتاين من أي فقرة رسمية ضمن أشغال الندوة الدولية حول ''الحرب والاستغلال''، على الرغم من أن النقاش يدور حول أوضاع بؤر التوتر عبر العالم، في محاولة لوضع حد للحروب والاستغلالات بسبب التواجد الأجنبي لجيوش على غير أراضيها، والصحراء الغربية نموذج لهذه الحرب وهذا الاستغلال· وقال السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي في اتصال مع ''الجزائر نيوز'' ''إنه يستغرب عدم الدعوة'' في وقت كنا نأمل من الوفاق أن يخصص مكانا لشعب مضطهد ويصنع بمقاومته أحداث الساعة وتاريخا كاملا من أجل استرجاع سيادته على أراضيه''، مبديا أسفا شديدا لهذا التغييب الذي اعتبره فرصة ضائعة على الشعب الصحراوي من أجل إعلاء صوت حق تقرير المصير والشرعية الدولية· من جهته، تكفل الاتحاد العام للعمال الجزائريين بقيادة الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد، وحزب العمال بقيادة أمينته العامة لويزة حنون، باقتسام مداخلتي افتتاحهما إلى قسمين، يخص الأول السياسي والجيواستراتيجي من نصيب حنون والاقتصادي النقابي من نصيب المركزية النقابية، حيث أشارت الأمينة العامة في تدخلها لأبرز بؤر التوتر الدولية، ماعدا الصحراء الغربية وتم اختيار القضية الفلسطينية والقضية العراقية كنموذج أساسي للندوة، ''خدمة لكفاح العمال والشعوب المضطهدة في العالم''، كما جاء في رسالة المنظمين الجزائريين إلى المندوبين المشاركين في الندوة الدولية· وقال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بخصوص هذا الغياب الذي أثار انتباه كثير من الحضور الدوليين والمحليين، في تصريح هامشي ل ''الجزائر نيوز'' إنه جرى اقتسام المداخلات ومواضيعها، بين حزب العمال والمركزية النقابية، أما التنظيم فهي مسألة تتجاوزنا· أما بخصوص الصحراء الغربية، فقد أعطيت توجيهاتي لأمين العلاقات العامة أحمد قطيش كي يضمّن في مداخلته القضية التي يناضل من أجلها الشعب الصحراوي وتقف إلى جانبها الشرعية الدولية· واعتبر من جهته أحمد قطيش في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، ''أن الصحراء الغربية من صميم المناقشة الدائرة في العالم حول الحروب والاستغلالات غير الشرعية لأوطان الشعوب وأراضيها· ولمعرفة رأي حزب العمال، حاولنا الاتصال بأهم المشرفين على تنظيم الندوة والضيوف، جلول جودي القيادي في حزب العمال إلا أن الأخير لم يرد، وفضّل قيادي آخر في حزب العمال تبرير هذا الغياب بقوله ''إننا وجهنا الدعوة إلى الصحراويين لكنهم لم يحضروا''· أما محرز العماري المنسق العام للجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، فقال إن غياب أو حضور القضية الصحراوية في هكذا منابر لا يؤثر على مسار القضية، بكونها حاضرة في المجتمع المدني والمنابر الدولية الغالبة في العالم، ثم إن المركزية النقابية ساعدت النقابة الصحراوية على الانضمام إلى الاتحاد الدولي الصحراوي، ''ولا أظن أن المسألة مؤثرة''·