لم يكن يدري يوما أنه سيكمل حياته معاقا يمشي على عكازين، بعدما فقد إحدى ساقيه وهو في عز شبابه، حيث تم بترها نتيجة تعرضه لطعنة سكين أفقدته معنى الحياة التي أصبحت جد صعبة بالنسبة له، فما وقع أحدث له صدمة، خاصة وأن القدر جعل منه شخصا معاقا بعدما كان سليما بسبب عصبيته·· فالشاب (ن· م) الذي يبلغ من العمر 25 سنة كان ضحية لابن حيه ببوزريعة، لم تكن علاقته به حسنة بسبب خلافات قديمة، وشاء القدر أن توجه في أحد أيام الجمعة إلى مقر سكن المدعو (م، أمين)، وطلب منه أن ينادي على ابن عمه بحكم أنه زميله في العمل ويحتاجه في موضوع ما، لكن هذا الأخير رفض ذلك، وهذا ما أثار نزفزته، لينهال عليه بوابل من السب والشتائم، وهو ما جعلهما يدخلان في شجار ومناوشات كلامية قام خلالها المدعو (ن· م) بخنق جاره ''أمين'' ومن أجل الدفاع عن نفسه، كما قال، أخرج السكين الذي كان بحوزته وغرسه في الرجل اليسرى للضحية الذي كان يتمتع ببنية جسدية قوية بالمقارنة معه، وعلى إثر ذلك سقط الضحية أرضا نتيجة الإصابة البليغة التي تعرض لها، ونقل على إثرها إلى مستشفى بني مسوس حيث أجريت له عملية جراحية تم خلالها بتر ساقه، وبعد البلاغ الذي وصل مصالح الأمن بخصوص تعرض الضحية لاعتداء بواسطة سلاح أبيض، تم إلقاء القبض على المتهم (م·أمين) الذي اعترف خلال استجوابه أمام الضبطية القضائية بالتهمة المنسوبة إليه ساردا كل الوقائع، وأحيل بعد التحقيق على محكمة جنايات العاصمة بتهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة، وخلال جلسة المحاكمة أكد أنه قام بضرب الضحية لأنه هو من بدأ بسبه وشتمه، وحاول الاعتداء عليه، مصرحا أنه كان في العديد من المرات يتلقى تهديدات والسب والشتم من قبل الضحية، وهذا الأخير جاء بقصة مغايرة تماما لما صرح به المتهم الذي أكد أنه بتاريخ الوقائع طلب فعلا من أمين أن ينادي على ابن عمه الذي رفض ذلك فغادر، لكن قبل صلاة الجمعة مر مجددا بالحي وشاهد المتهم وشباب من الحي فألقى عليهم السلام إلا أن المتهم رد عليه قائلا بأنه يدعوه إلى سهرة شرب، وأن هذا هو السبب الذي أدى به لخنقه وهدده بالضرب إذا عاود مثل هذا الكلام، وبعد فك الشجار بينهما واصل هو سيره، ليتفاجأ بالمتهم يطعنه من الخلف بواسطة سكين، وقد نطقت المحكمة في حق المتهم ب 7 سنوات سجنا نافذا·