لم يعد خفيا على أي كان أن الجزائر تعاني بشكل حاد في ما يتعلق باللغات الأجنبية، على اعتبار أن الصراع المتوارث بين المعرّبين والمفرنسين الذي امتد ليؤثر على المنظومة التربوية، انتهى به المطاف إلى تخريج جيل لا يتقن لا العربية ولا الفرنسية، مثلما يتفق عليه الخبراء، لنكتشف أن الإنجليزية وغيرها من لغات العالم المعاصر لم تدخل القاموس الجزائري، والحال أن هذا الوضع أثر بشكل خطير على الترجمة ومستوى التحصيل العلمي، مثلما هو الحال مع العبرية، التي تبقى غائبة عن المناهج التعليمية حتى بالنسبة للاختصاصات المفترض فيها تعلمها، على غرار مقرر الديانات المقارنة بجامعات وكليات علوم الشريعة، على اعتبار أن دراسة اليهودية يمر حتما عن طريق تدريس العبرية· غير أن ذلك بات يثير جدلا في الجزائر لربط هذه اللغة ليس فقط باليهودية وإنما بالصهيونية ومساندة إسرائيل· في هذا الموضوع نفتح المجال لعدد من الخبراء للحديث عن جدوى تدريس العبرية في الجزائر· عبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية : العبرية لا تدرّس بالجامعة بسبب غياب أساتذة يتقنونها في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز''، ذكر عبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر، أن تدريس اللغة العبرية في الجامعة الإسلامية بقسنطينة توقف سنوات التسعينيات بعد استقالة أستاذين مصريين كانا يتكفلان بتدريس هذه اللغة للطلبة المتخصصين في شعبة مقارنة الأديان، موضحا في السياق ذاته بأن إدارته تبحث، ومنذ سنوات، عن أساتذة مختصين لإعادة إدراج العبرية في البرنامج، غير أن الطلبات المتعددة التي وجهت للوزارة الوصية لم يتلقوا الرد عليها