مع أن الأحداث لم تهدأ بشكل تام، إلا أن الأسواق والمساحات التجارية الكبيرة استعادت نشاطها بشكل تام، والكل يتحدث عن تخفيض أسعار بعض السلع الأساسية ومتى يدخل حيّز التطبيق بالفعل· مع حفاظ بعض السلع على أسعارها مثل الحمص الذي يباع حاليا ب 150 دينار للكليوغرام ومثله العدس واللوبيا، والجلبانة التي تباع المكسرة منها ب 130 دينار للكيلوغرام، إلا أن الأنظار كلها تبقى متجهة إلى زيت المائدة والسكر التي قيل إنها سبب اندلاع الاحتجاجات المتواصلة، ويتوقع البعض أن يعود الهدوء بعد إجراءات تعليق الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة بخصوص المادتين الأساسيتين· وغير بعيد عن شارع ديدوش مراد بقلب الجزائر العاصمة، تبدو الحركة عند المساحات التجارية عادية، ويبدو بعض العاملين هناك متفائلين جدا بانتهاء مشكلة الأسعار، ولو بشكل مؤقت، مع الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة أخيرا، رغم أن الجميع يبدو أنه لا يفقه شيئا في القوانين الاقتصادية المتعلقة بالحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة· ويقول أحد الباعة إنهم لم ينتظروا تطبيق القانون الجديد بل سارعوا إلى خفض الأسعار ويدلل على ذلك بأن صفيحة 5 لترات من زيت ''إيليو'' للمائدة تباع حاليا ب 700 دينار، بعد أن ارتفعت -مؤخرا- إلى 770 دينار بعد أن كانت تباع وفق السعر القديم ب 670 دينار، ويهوّن من قيمة ال 30 دينار ويقول إن الإقبال يبدو عاديا جدا، قبل تطبيق الإجراءات الجديدة لاحقا· أما عن سعر صفيحة 2 لتر فإنها الآن تباع ب 300 دينار بعد أن ارتفع قبل أيام إلى 325 للصفيحة وكان السعر القديم يقدر ب 280 دينار· أما عن سعر السكر، فإن زميله في نفس المساحة يقول إنه مازال يباع بسعر 1250 دينار في انتظار إجراءات التخفيض التي يفترض أن تأخذ وقتا قد يصل إلى أيام، لكنه يبدو متفائلا بخصوص هذه الإجراءات التي يمكن أن تخفض سعر السكر إلى حدود 70 دينارا، في حين أن سعر الزيت قد يصل إلى 250 دينار للترين أي أخفض من السعر القديم الذي كان يقدر ب 280 دينار· وفي سوق ''كلوزيل'' قرب ساحة موريتانيا، لا يختلف سعر الزيت هناك عما هو عليه في مناطق أخرى، حيث تم خفض سعر صفيحة 2 لتر إلى 300 دينار بعد أن وصل إلى 330 دينار، لكن مقابل ذلك فإن أحد الباعة هناك يقول بأن السكر مازال عنده يباع بالسعر القديم الذي لم يتجاوز 150 دينار، فقد اشتراه بالسعر القديم ويبيعه بالتسعيرة القديمة على عكس بعض التجار الذين -حسبهم- استغلوا الوضع ورفعوا من قيمة السلع القديمة وباعوها على أساس أنهم اشتروها بثمن غالٍ· ويؤكد أن الإجراءات الجديدة المتعلقة بتعليق الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة قد تتأخر أسبوعا آخر، وفي انتظار ذلك فهو مضطر للتخلص من سلعته بالسعر الحالي قبل أن يشتري سلعة جديدة، ويقول إن حركة الشراء لم تتأثر إطلاقا حتى عندما ارتفع الزيت والسعر إلى تلك المستويات القياسية· وغير بعيد عن سوق ''كلوزال'' يبدو أن إحدى المساحات التجارية لا تعبأ بالتخفيضات، حيث أن الزيت كان قد ارتفع إلى 780 دينار لصفيحة 5 لترات ولم ينخفض إلا ب 30 دينارا لصفيحة الخمس لترات، ومع ذلك فإن الباعة يقولون إن حركة الإقبال لم تتأثر، وقد يكون سبب ذلك نوعية الزبائن وتلك المحلات لا تقع في حي شعبي·