يدعو الفنان الجزائري بناري علي، إلى دعم فن تصميم المجسمات الفنية عن طريق تشجيع هذا النوع من الإبداع بتبني جمعية فنية له وتعليمه للشباب وتكوين أصحاب المواهب والترويج لهذا الفن على نطاق واسع، حتى لا يندثر ويضيع فن التصميم يوما في دوامة النسيان كغيره من الفنون التي لم تلق الدعم والتشجيع· بناري علي من بين الفنانين التصميميين القلائل الذين مارسوا فن تصميم المجسمات الفنية المهمة منذ فترة طويلة، فأبدع فيه· بدأ بناري عمله كمصمم للمجسمات الفنية منذ مطلع السبعينيات، على أهم المعالم الثقافية والتاريخية الجزائرية منها والعربية تظهر في ما يقارب عشرين مجسما أبدع في تصميمها بالرغم من أنه لم يتلق في فن التصميم دروسا، بل اكتفى بحب هذا الفن والرغبة في تطويره· مادته الأولية التي يصنع منها المجسمات التي تبهر العين عبارة عن ورق الكرتون، وقد كانت لعلب الكبريت دورها الفعال في تجسيد مجسم الأبرا أو المسرح الوطني الجزائري في مجسم اقتبس تصميمها من صورة للمسرح بالأبيض والأسود، ليستعين في عمله بالمئات من علبة كبريت ركبت ولصقت بطريقة فنية متميزة أعطت في الأخير الصورة المصغرة للمسرح الوطني الذي لم يتجاوز وزنه الطبيعي بعض الكيلوغرامات، بينما لا يمكن تحديد وزنه التاريخي والثقافي الذي يحمله إلا بالنظر والتمعن في تناسق ودقة التصميم الذي صمم به هذا المجسم بأنامل عصامية لم تدخل يوما مدرسة للتصميم· لم يكتف المصمم علي بتصميم المسرح الوطني ، بل انتقل إلى تصميمات أخرى انتقل من خلالها إلى معالم أخرى على غرار القدس الشريف ومجسمات أخرى مقتبسة من معالم أثرية وثقافية عبر العالم· شارك بناري علي في العديد من المعارض الخاصة بتصميم المجسمات، حيث عرض مجسماته المتميزة في العديد من الولايات مثل الجزائر العاصمة وبومرداس وتيزي وزو، حيث تواجدت أعماله بقاعة الموفار ودار الشباب بلدية درفانة وسيدي فرج وببومرداس ودار الثقافة لولاية تيزي وزو·