تبدي الولاياتالمتحدةالأمريكية تخوفا كبيرا من انتهاز المجموعات الإسلامية المتطرفة في الدول التي عرفت ثورات شعبية الفرصة للاستحواذ على الحكم والتحوّل إلى قوى فاعلة فيها، كما هي الشأن بالنسبة إلى ليبيا· غير أنها، في المقابل، تساند هذه الثورات، في وقت تعول -كثيرا- على الجزائر في مواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل، وذلك عن طريق التنسيق الأمني بين الولاياتالمتحدةوالجزائر في هذا المجال· التخوف من تنامي المد ''الأصولي والإرهابي'' في منطقة شمال إفريقيا التي تعرف نهاية لأنظمة شمولية فيها، عبّر عنه المنسق في مجال مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، دانييل بنجامين، في لقاء صحفي لتقييم نتائج جولته في الجزائر التي تعتبر الثانية بعد تلك التي قام بها في شهر مارس من العام الماضي· مجموعة اتصال مشتركة للتعاون بين الجزائروالولاياتالمتحدة وفي تقييمه لنتائج زيارته لبلادنا، أكد دانييل بنجامين أنه تم الاتفاق على إنشاء مجموعة اتصال مشتركة للتعاون بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الإرهاب، مهمتها التنسيق في طرق مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن المشتركة، وهو ما يعتبر باللحظة التاريخية لتطوير التعاون الأمني المشترك، حسب منسق مكافحة الإرهاب في الإدارة الأمريكية الذي قد يتطور إلى تعاون استراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر· وفيما يخص دور مجموعة الاتصال فعليا، فسيتم من خلالها بناء التشاور الحقيقي بين الطرفين مع تطوير كل السبل الخاصة بذلك من الطرق الدبلوماسية والأمنية والقضائية والمالية والعملاتية، وحتى المرافقة التقنية والتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب والتعاون في المجال الجمركي وكذا التعاون في مجال حماية منشآت النقل الهامة من مطارات وموانئ· وأكد دانييل بنجامين أن تجسيد هذا التعاون وإنشاء مجموعة الاتصال جاء نتيجة للتبادل المكثف بين مختلف البعثات بين الطرفين الجزائري والأمريكي في ما يخص تبادل المعلومات والتحاليل حول التهديدات الإرهابية بين البلدية، علما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر الجزائر من أكبر الدول والفريدة في العالم التي تمتلك قاعدة معلومات أمنية كبيرة وهامة خاصة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي· الجزائر تحتضن ملتقى دوليا لمكافحة ظاهرة المرتزقة من جانب آخر، أشار دانييل بنجامين إلى اللقاء الذي جمعه بالمسؤولين الجزائريين من بينهم مستشار رئيس الجمهورية للأمن كمال رزاق بارة، حيث حيا الدور الجزائري البارز والفاعل في مكافحة الإرهاب ومكافحة هذا الخطر الهام الذي ''يعمل على توسيع روابطه مع الجريمة المنظمة الكبرى''، وقال إن المنظمة الإرهابية ''القاعدة في المغرب الإسلامي'' التي تنشط بمنطقة الساحل تعد خطرا لا ينبغي تضخيمه ولا تجاهله، مذكرا بمبادرة الجزائر لتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح الرهائن· وكان المنسق في مجال مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية دانييل بنجامين، استقبل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقيةو عبد القادر مساهل، وقد استعرض كل من المسؤولين خلال المحادثات آخر التطورات بمنطقة الساحل، وكذا تعزيز الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب وارتباطاته المتعددة كالمرتزقة والتهريب بشتى أنواعه واللصوصية الكبرى· وأكد مساهل في هذا الصدد، أن الجزائر ستحتضن في الأيام المقبلة اجتماعا للهياكل المختصة بالإتحاد الإفريقي المكلفة بمكافحة ظاهرة المرتزقة ''التي تتطور في سياق النزاعات''· وعرض خلال هذا اللقاء التصور الجزائري في مجال الإستراتيجية الإقليمية لمكافحة الإرهاب ''القائمة على تعبئة الوسائل الخاصة ببلدان الجوار''، وعلى ''دعم الشراكات في مجال التكوين والدعم اللوجيستيكي والاستخبارات''· كما تبادل مساهل وبنجامين وجهة نظرهما حول الأحداث التي وقعت بتونس ومصر وتلك الجارية بليبيا وانعكاساتها على استقرار وأمن المنطقة· كتابة الدولة الأمريكية تبرز جهود الجزائر في مجال مكافحة المخدرات ثمنت كتابة الدولة الأمريكية، أول أمس الخميس، ''الجهود الجبارة'' للحكومة الجزائرية في مجال مكافحة المخدرات خاصة من خلال إستراتيجية خماسية تمتد إلى غاية .2015 وفي تقريرها سنة 2010 حول الاستراتيجية الدولية لمراقبة المخدرات، حيث قامت كتابة الدولة بدراسة للسياسات الوطنية لمكافحة المخدرات لحوالي 200 بلد، وفي هذا الصدد، سجلت كتابة الدولة أن الحكومة الجزائرية ''تعمل بجد لتسوية مشكل المخدرات مع رفع الموارد المخصصة للتربية والحظر والعلاج، بالرغم من أن الجهود التي تبذلها قوات أمنها مركزة أساسا حول مكافحة الإرهاب''· وحسب التقرير، فإن ''الجزائر تعتبر بلد عبور للمخدرات في اتجاه أوروبا، بحيث يمثل القنب الهندي القادم من المغرب أكبر حصة من المخدرات التي تعبر الجزائر، إضافة إلى كمية معتبرة من الكوكايين القادمة من أمريكا الجنوبية والهيرويين· وأوضح التقرير أنه ''يتم نقل الكمية الكبرى بحرا باتجاه أوروبا، في حين يتم تهريب الباقي برا باتجاه دول الشرق الأوسط''· وأضاف البيان أن الحكومة الجزائرية ''اتخذت عددا من الإجراءات لمكافحة مشكل المخدرات من بينها رفع عدد أعوان الشرطة المكلفين بمكافحة هذه الآفة، وتحسين مستوى التكوين واقتناء معدات عصرية''، وفي هذا الصدد أوضح التقرير أن ''الجزائر وضعت استراتيجية خماسية 2011 - 2015 لمعالجة مشكل المخدرات بأكثر فعالية''·