شهدت، أمس، جامعة مولود معمري إضرابا عاما عن الدراسة وتجميد الامتحانات للمطالبة من المسؤولين على جميع مستوياتهم بضرورة الاستجابة للمطالب البيداغوجية والاجتماعية والسياسية والتسييرية التي رفعها الطلبة، وكذا ضرورة تجسيد مشروع ''التسيير الديمقراطي للجامعة''، كما تم تنظيم تجمعين طلابيين، بالكلية المركزية حسناوة وبكلية العلوم والتكنولوجية بباسطوس بهدف دعوة الطلبة إلى ضرورة المشاركة اليوم في اعتصام أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكذا لتحسيسهم بالمشروع النضالي الذي تبنته التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة. لقي، أمس، نداء الإضراب الذي دعت إليه التنسيقية المحلية لطلبة جامعة مولود معمري استجابة كلية على مستوى كل الأقسام والكليات، بما فيها تجميد الامتحانات، وقد أبدى الطلبة تأييدهم المطلق لقرارات التنسيقية التي اعتبروها لسانهم الناطق. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية -حسب أعضاء التنسيقية- احتجاجا على الصمت الذي تمارسه السلطات بجميع مستوياتها بما فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والحكومة في الاستجابة للمطالب البيداغوجية والاجتماعية والسياسية المرفوعة لها، وكذا بهدف دعوة طلبة جامعة مولود معمري إلى ضرورة الانتقال اليوم إلى العاصمة وتجنيد أكبر عدد ممكن منهم للمشاركة في الاعتصام الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة، إضافة إلى تحسيس الطلبة بالمشروع النضالي الذي تبنته التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة التي نشأت، مؤخرا، ورفعت مطالب وطنية تطالب بضرورة تكريس التسيير الديمقراطي للجامعة الجزائرية والتكفل الفعلي بالطلبة والأسرة الجامعية وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي من شأنها أن تنقذ الجامعة الجزائرية من الكارثة، وانتشالها من ''مخالب سوء التسيير والسياسة الفاشلة''، وكذا المطالبة بتغيير جذري للسياسة المطبقة في الوقت الحالي بقطاع التعليم العالي التي وصفوها ب ''سياسة أخذ الجامعة إلى الوادي وتوجيه الطلبة إلى البطالة والقضاء على الروح العلمية''. وقد شهدت، أمس، جامعة مولود معمري حركة كثيفة في تحسيس الطلبة، حيث نظمت التنسيقية المحلية لطلبة جامعة مولود معمري تجمعين طلابيين، الأول كان في الفترة الصباحية على مستوى الكلية المركزية حسناوة الذي حضره الآلاف من الطلبة، كما تم أيضا برمجة تجمعا طلابيا ثانيا في الفترة المسائية على مستوى كلية العلوم والتكنولوجية بباسطوس. وقد عمدت التنسيقية المحلية للطلبة على فتح مكاتب على مستوى كل تجمع وتعيين ممثلين لكل قسم وكلية لتسجيل الطلبة الراغبين في المشاركة اليوم باعتصام العاصمة. وحسب ما علمناه من بعض أعضاء التنسيقية المحلية للطلبة، فإنهم توصلوا في حدود الواحدة زوالا إلى تسجيل أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة عازمون على التنقل إلى العاصمة، مؤكدين أن العدد سيفوق كل التوقعات في الفترة المسائية. وفي السياق ذاته، دعا ممثلو الطلبة من كل طلبة جامعة مولود معمري بضرورة احترام القرارات التي تتخذها ''التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة''، مؤكدين أن هذه التنسيقية تشارك فيها معظم جامعات الوطن، ولها طابع تسييري وتنظيمي أفقي، وعدم وجود أي هيكلة لتصنيف أو تدرج الأعضاء في مناصب مسؤولة، وأشاروا إلى أن كل الأعضاء فيها لهم نفس المسؤولية والصلاحيات. وكشف ممثلو الطلبة أن ''التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة'' حيادية وغير تابعة لأي تيار أو حزب سياسي، واعتبروا الإشاعات التي روجت لها بعض الأطراف ب ''الملفقة والكاذبة''. وحسبهم، فإن هناك جهات تريد كبح مبادرتهم التي تهدف إلى كسب حقوق الطلبة والتغيير الجذري لسياسة قطاع التعليم العالي. هذا، وقد استنكر الطلبة المتدخلون الأوضاع الحالية التي تعرفها الجامعة الجزائرية من تردي في جميع المجالات واتهموا السلطات بفرض خناق على الجامعة وكبح تطوير التعليم العالي بالجزائر لاسيما باتخاذ الوزارة الوصية لمراسيم وتعليمات بيداغوجية وصفوها ب ''تعسفية وجهنمية واحتقارية''.