في الثامن من جانفي الماضي، خرج وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية إلى الجزائريين، عبر التلفزيون الوطني، في نشرة الثامنة، بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الحكومة، عقب أحداث العنف والتخريب التي شهدتها البلاد، احتجاجا على ارتفاع أسعار الزيت والسكر، وقال للجزائريين الذين كان أغلبهم مشدودا لما ستعلن عنه الحكومة، وبالحرف الواحد: ''إن الحكومة لم تقرر محاربة التجارة الموازية ولا تهديم البنايات الفوضوية فوق الأسطح والأقبية، وأن ما يتناقل في هذا الشأن إشاعات''· هذا الكلام سمعه كل الجزائريين، ولا أحد يمكنه أن يكذّبه، بدليل أن الذي يتجول اليوم في شوارع وأزقة العاصمة يلاحظ عودة عنيفة للشباب يحتل أرصفة الشوارع والساحات المحاذية للأسواق، ولمن لا يصدق فليتجول هذه الأيام في شارع ''ميسونيي''· وليس الأمر غريبا، لأنني لو كنت مكان أحد تجار الأرصفة وجاءني شرطي يطلب مني رفع سلعتي ومغادرة المكان، ما استجبت له، بل ولاتهمته بأنه مروج للإشاعات التي كذّبها معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية شخصيا السيد دحو ولد قابلية وهو الذي يمثل الوصاية المباشرة على سلك الشرطة، وأنه يعمل على بث البلبلة في الشارع· بالأمس، انتفض سكان حي ''فونتان فراش'' ببلدية وادي قريش، لأن الشرطة، وبتسخيرة من الوالي قامت بهدم بنايات فوضوية بناها السكان في المساحات الخضراء للحي، وكادت تتحول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، لأنهم بنوا هذه البيوت القصديرية بتسريح من الداخلية، دون أن يفهموا أن الأمر يتعلق بإشاعة متلفزة·