لا أحد كان يتوقع أن تخرج عائشة القذافي عن صمتها منذ أن وطأت أقدامها أرض الجزائر وتكفلت بها السلطات الجزائرية رفقة أخويها وأفراد من عائلتها، وقد ردت الجزائر على مثل هذا القرار بكونه إجراء إنساني لا غير· وتداولت أخبار عن نقل عائشة وأفراد من عائلتها إلى العاصمة للإقامة في مكان آمن· من جانب آخر، رجحت بعض المصادر الإعلامية أن تكون عائلة القذافي بإقامة الدولة بنادي الصنوبر، ليتأكد بعد ذلك بأنها لا تقيم بالإقامة الجديدة بنادي الصنوبر ببلدية الشراقة، بدليل أن أغلب الفيلات التي شيدت بهذا المكان ما زالت أبوابها موصدة، لكن عائشة التي تمكنت من الدخول إلى التراب الجزائري يبدو أنها في اتصال مع أفراد عائلتها المتواجدين بالأراضي الليبية من بينهم شقيقاها سيف الإسلام والمعتصم ووالدها معمر، وإلا كيف يمكن أن تطمئن الليبيين عن الصحة الجيدة لوالدها، وتؤكد ارتفاع معنوياته وتخوض في أمور السياسة كما لو كانت ما تزال تتولى المهام في ليبيا، فحتى ابنة صدام حسين ''رغد'' الذي أعدم أمام مرأى أكثر من مليار مسلم في العالم، لم تدلِ بأي تصريح صحفي منذ أن لجأت إلى الأردن· إلا أن الأكيد بأن السلطات الأردنية رفضت مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العراقي ضد رغد صدام حسين، لأسباب إنسانية بحتة، غير أن عائشة القذافي بتوجيهها لنداء من خلال بث تسجيل صوتي لها على قناة الرأي السورية، بدت كطرف في الحرب أو أنها تتولى مهمة ضمن العناصر المقاتلة إلى جانب قوات معمر القذافي· ولم تبد السلطات الجزائرية أي موقف من سلوك عائشة القذافي، الذي جاء بعد يوم من اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي كممثل للسلطة في ليبيا، في انتظار تعيين الحكومة الممثلة لجميع أطياف الشعب الليبي مع ضرورة التحكم في انتشار الأسلحة الليبية في المنطقة، هذه الأسلحة التي تشكل خطرا حقيقيا، وتؤكد عجز السلطات الجديدة في ليبيا عن التحكم فيها بدليل تمكن عناصر مسلحة من التسلل إلى الأراضي التونسية والجزائرية وهي محمّلة بكميات هائلة من الذخيرة الحربية·