لم يجد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز نور الدين بوطرفة من رد على التناقضات التي تعتري فتح مجال إنتاج الكهرباء أمام الخواص الأجانب سوى القول إن الاستثمار في قطاع الطاقة الكهربائية في العالم بأسره تسيّره قوانين معروفة، وهي القوانين التي تتبعها سونلغاز، مندهشا لماذا تعود وسائل الإعلام إلى هذا الموضوع وموضوع محطة توليد الكهرباء حجرة النص التي تستحوذ فيها الشركة الكندية ''أس· أن· سي- لافالان'' على الأغلبية· لقد قدم، أمس، نور الدين بوطرفة الحصيلة السنوية لمجمع سونلغاز، وأجاب على استفسارات الصحافة بطريقة تبدي للسامع أن لسونلغاز فهم آخر لاقتصاد السوق والمنافسة الحرة· أعلن الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز نور الدين، أمس، أن المجمع يتوقع استثمار 30 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحسين نوعية الخدمات، بمعدل 3 ملايير دولار في السنة، لكن بالمقابل اعترف بوطرفة أن عددا من محطات توليد الكهرباء التي أنشئت مؤخرا تشتغل بجزء من قدراتها الإنتاجية فقط، لأن الكهرباء لا تخزن وإذا أنتجت لابد من بيعها· نفى بوطرفة أن يكون إنتاج سونلغاز قد انخفض، وحجته في ذلك أن أرباح الشركة في ارتفاع مستمر، وأن ذلك دليل على أن الأمور تسير بشكل جيد· لكن بوطرفة يؤكد في تصريح للإذاعة الوطنية، عشية الإعلان عن حصيلة المجمع، أن الأرباح التي حققها المجمع سنة 2010 بقيمة 4,11 مليار دج تعود أساسا لتغيير طريقة الحساب والانتقال للنظام المحاسبي والمالي الجديد، في مجال تخفيف الأعباء الجبائية وليس لتحسن في مداخيل الشركات التابعة للمجمع، أي أن الأرباح لا علاقة لها بالإنتاج· الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، وخلال عرضه للحصيلة السنوية ,2010 لم يذكر محطة توليد الكهرباء ''حجرة النص''، واستشاط غضبا لما طرح عليه سؤال يتعلق بها، على الرغم من أن سونلغاز شريك في هذا المشروع، بل ودافع عن هذا الخيار واتهم الذين يطرحون المسألة بأنهم يطرحونها من منطلق سياسي· وربما لسوء حظ الإعلام والرأي العام الوطني أن وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي الذي كان سلفه شكيب خليل لا يخطئ هذا الموعد، لم يكن حاضرا أثناء عرض هذه الحصيلة، حتى تطرح عليه هذه الأسئلة التي سبق لأحزاب سياسية وأن دعته إلى فتح تحقيق في استثمارات سونلغاز، وعلى رأسها مشروع حجرة النص الذي تستفيد فيه الشركة الكندية ''أس· أن· سي - لافالان'' من مزايا تضرب عرض الحائط بكل ما نعرفه عن الاستثمار الحر واقتصاد السوق، فهي تستفيد من: استخدام ماء البحر بالمجان لتبريد التوربينات، دون الحديث عما نجم عن ذلك من أضرار بيئية، والاستفادة من قطعة أرض بالمجان، ومن توصيل قنوات نقل الغاز بالمجان، ومن الغاز لتشغيل المحطة بالمجان، وتبيع كل إنتاجها من الكهرباء لسونلغاز على مدى عشرين سنة (20 مليار شهريا) سواء احتاجت سونلغاز لهذه الكمية من الكهرباء أم لا· أما ''حبة الفراولة فوق الطورطة''، فكانت أن ترفض إدارة حجرة النص طلب سونلغاز بأن تخفض إنتاجها ب 100 ميغاواط من أجل تجريب محطة ''الأربعاء'' لتوليد الكهرباء، لأن العقد المبرم بين الشركاء لا يعطي الحق لسونلغاز في ذلك إلا في الحالات القاهرة·