لم تسفر لقاءات وزارة التربية مع النقابات المستقلة للقطاع أمس، عن أي نتائج ترضي الطرفين، فيما يتعلق بالتفاوض حول الانسحاب من الإضراب، مما دفع بالتنظيمات النقابية إلى إعلان مواصلتها الإضراب، إلى غاية تحقيق المطالب، في الوقت الذي عرفت فيه جميع المؤسسات التربوية عبر الوطن شللا شبه كلي وتوقف عن الدراسة بنسبة تعدت ال 97 بالمائة، على الرغم من قرار خصم أجور المضربين· استدعت أمس، وزارة التربية الوطنية النقابات المستقلة التي دعت إلى الإضراب منذ أول امس، للاجتماع والتفاوض معها، من أجل ايجاد حلول للمطالب التي رفعتها، إلا أن هذا اللقاء لم يصل إلى أي تفاهم حسب المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني''الكناباست'' المسعود بوديبة في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، مشيرا إلى أن هدف لقاء أول أمس مع الامين العام لوزارة التربية الوطنية بو بكر الخالدي، هو دعوة النقابات إلى التعقل والعدول عن الإضراب، دون أن تقدم أي مقترحات لحل المشكلة، وأضاف بوديبة أن المجلس كان ينتظر أن تقدم الوزارة حلولا للازمة إلا أنها لم تحرك ساكنا بل قامت فقط بدعوتهم للتعقل لا غير، مما يستدعي مواصلة الإضراب، وانتظار ما سيسفر عنه المجلس الوطني اليوم من قرارات، نفس الأمر أكده المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ''الانباف'' عمراوي المسعود، بعد لقائهم بوزارة التربية، حيث أشار أن التفاوض مع الوصاية لم يجد نفعا، وما زالوا مصممين على الإضراب، لكن أبواب الحوار والتواصل مع الوزارة ستبقى مفتوحة· وقد سجلت جميع المؤسسات التربوية خلال اليوم الثاني على التوالي من الإضراب الذي دخل فيه أساتذة وعمال قطاع التربية عبر الوطن، نسبة استجابة مرتفعة، حيث فاقت ال 97 بالمائة على المستوى الوطني على الرغم من التعليمة الأخيرة التي أرسلتها وزارة التربية الوطنية بخصم أجور المضربين، وهذا الأمر هو الذي زاد من إصرار المضربين على مواصلة الحركة إلى غاية تلبية مطالبهم، وأوضح الامين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية بوجناح عبد الكريم، أن الإضراب متواصل على الرغم من الأساليب التي تتبعها الوزارة، من تهديد ووعيد، مشيرا إلى أن قرار الخصم لا يهم وكل المضربين على علم بذلك، واعتبره تضحية من أجل تحقيق المطالب، واسترجاع كرامة المربي· من جانب آخر، كشفت النقابات المستقلة عن أن نسبة الاستجابة للإضراب ارتفعت أكثر من اليوم الأول بعد التحاق بعض الأساتذة الذين كانوا متخوفين في البداية منه، وحددت النقابات نسبة الإضراب بين 90 و 97 بالمائة على المستوى الوطني، وينتظر ان ترتفع هذه النسبة خلال الأيام المقبلة، في حال ما لم تستجب الوصاية إلى مطالبهم، وفي حال عدم تدخل السلطات العليا لإيقاف الإضراب· في المقابل، يواجه الأساتذة والمعلمين، مشكل غضب الشارع الجزائري عنهم، خاصة بعد أن تيقنوا أن إضرابهم غير مبرر بعد أن تحصلوا على زيادات معتبرة، من خلال إعلان الوزارة عن تلك الزيادات في التلفزيون وفي الصحف الوطنية، وفي جولة استطلاعية قامت بها ''الجزائر نيوز'' التقت فيها ببعض أولياء التلاميذ الذين عبروا عن استيائهم من إضراب الأساتذة، حيث قالت إحدى النساء ''الأساتذة قالوا لنا أن الإضراب من أجل مصلحة التلاميذ، لكن الإضراب هو من أجل مصلحتهم، وقد تحصلوا على ما يريدون، لماذا الإضراب الان؟''، نفس الأمر أكد أحد الأولياء قائلا ''بأن الأساتذة أخذوا ما يريدون وكفاية، فلماذا يضيعون السنة الدراسية للتلاميذ''·