أمّنت مصالح الأمن أول أمس، الخميس، اجتماعا وطنيا حضره أكثر من 006 إطار من حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني ببلدية درارية، وهو ما لم يمكّن من وُصفوا ب ''بلطجية'' بلخادم من الوصول إلى قاعة الاجتماع، لإفساد الندوة التي غطّتها وسائل إعلام عمومية على رأسها التلفزيون، لأول مرة، في تطور مفاجئ، حيث أصدرت التقويمية موقفها من إصلاحات الرئيس بوتفليقة وناقشت مستقبلها السياسي· الاجتماع احتضنته إحدى القاعات في بلدية درارية التي تضم المقر العام للحركة التقويمية وحضرته، إلى جانب مئات الإطارات وقياداتها المعروفة، وجوه جديدة على رأسها كمال بوشامة وزير الشباب والرياضة الأسبق· وعرفت منطقة درارية، قبل الاجتماع، تطويقا أمنيا غير مسبوق، تحسبا لحدوث مواجهات بين إطارات تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني التقويمية وبين بضعة أشخاص يتقدمهم نجل عبد العزيز بلخادم، حاولوا تكسير انعقاد الندوة الوطنية، رافعين شعارات تنادي بشرعية جناح بلخادم، دون أن يكون بينهم إطارات معروفين، ماعدا مدير ديوان الأمين العام عمار فريخة والي تيبازة الأسبق، وهي المجموعة التي وصفتها حركة التقويم والتأصيل ''بالبلطجية''· واستهل المنسق العام للحركة التقويمية صالح قوجيل خطابه بالحدث الهام الذي حالت مصالح الأمن دون تطوره، وقال ''من جاؤوا إلينا مستفزين الاجتماع إنما يبينون أننا نحن الأفلان الحقيقي وهم الحركة التصحيحية''· وأعلن قوجيل أسفه للخطاب المزدوج الذي أصبح يطبع عبد العزيز بلخادم، ''إننا لا نسمع الكلام ذاته الذي يصدر في الصحافة والإعلام''، في إشارة منه إلى محاولة التحاور وإصلاح الانشقاق· ولدى تناوله الكلمة، قال الحاضر الجديد كمال بوشامة وزير الشباب والرياضة الأسبق إن جبهة التحرير الوطني ينبغي أن تعود إلى عصرها الريادي، ولكنه أعطى الوصفة التي تناقلتها فضائيات دولية أمس بقوله ''إن مشكلة الجبهة تكمن في أن أمينها العام لا علاقة له بجبهة التحرير الوطني، وبالتالي عليه أن يرحل لتستقيم الأمور''· أما القيادي في التقويم والتأصيل عبد الرشيد بوكرزازة فقد أكد، في كلمته أمام المتدخلين، أن المرجعية الأساسية التي أصبحت تحدد اللمناضلين وتؤهلهم ''هي الشكارة والعروشية والمحسوبية''· وأضاف بوكرزازة ''إن الجهة التي تدعي القيادة -حاليا- زاغت بالمشروع النوفمبري الذي كانت جبهة التحرير الوطني تحمله حتى قبل الاستقلال''· وأصدرت الندوة الوطنية للإطارات فتواها النهائية تجاه الإصلاحات السياسية التي يعكف عليها الرئيس، حيث قالت أنها ''مع عهدة رئاسية واحدة قابلة للتجديد ومدتها أربع سنوات''· كما طالبت بإدراج مادة في الدستور تتحدث عن نزول رئيس الجمهورية للبرلمان مرة -سنويا- لعرض أوضاع البلاد العامة، ''مع توسيع صلاحية إخطار المجلس الدستوري لرئيس الوزراء ورئيس البرلمان''· هذه المقترحات سجلها التلفزيون الجزائري كاملة وتابع أطوارها، بالإضافة إلى تدخلات المناضلين الذين أبرزوا في معظمهم أن الحل للأزمة يكمن في عقد مؤتمر استثنائي· وعلّق البعض على نقل نشاطات التلفزيون الجزائري للحركة التقويمية علاوة على ترخيص الإدارة لاجتماع التقويمية، بأنه ''فقدان بلخادم لأهم أسباب قوته، التي صوّرت أن ما يحدث في الأفلان مجرد جعجعة بلا طحين''·