دخل الأطباء الأخصائيون، أمس، في إضراب وطني مفتوح، مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات، احتجاجا على إخلال وزارة الصحة بالاتفاق المبرم مع النقابة، شهر ماي الماضي، وتنصلها من التزاماتها تجاههم· وقال محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، إن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 75 بالمائة في يومه الأول، موضحا أن النسبة بالولايات كانت متفاوتة من ولاية لأخرى، فهناك بعض الولايات بلغت فيها 50 بالمائة· أما بالجزائر العاصمة فبلغت 70 بالمائة، وتراوحت بين 80 و100 بالمائة مثلما هي الحال بالشلف وتيارت· وأكد يوسفي أن أكثر من 7 آلاف طبيب مختص اضطروا إلى الإضراب المفتوح بعد إخلال الوصاية بوعودها في إيجاد حلول لمشاكل القطاع والاستجابة لمطالبهم بتطبيق الاتفاق المتوصل إليه بين الطرفين حول مجمل المطالب المرفوعة، مضيفا أن كل ما دار من نقاش وقتها يدون في محضر اجتماع بتاريخ 20 ماي الماضي، وسجل آنذاك تعهد الوزير ولد عباس بتجسيد المطالب ميدانيا، كمراجعة القانون الأساسي الخاص ومراجعة النظام التعويضي ليتوافق مع المستوى التعليمي للممارس الأخصائي، والحد من الإجحاف في حق هذه الفئة، ووضع حد للتمييز في الضريبة على المنح والتعويضات المخصصة لفئتي الممارسين الأخصائيين التي تدفع لصنف ب 10 بالمائة ولصنف آخر ب 35 بالمائة، حيث وعدهم الوزير بطرح الملف على مستوى وزارة المالية، إلا أنه لم يتم ذلك لحد الآن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تمكينهم من الترقية المهنية والانتقال من رتبة ممارس أخصائي مساعد إلى ممارس أخصائي رئيسي، هذه الترقية التي ينتظرها أكثر من ألفي ممارس أخصائي، علاوة على مطلب إصدار المراسيم الخاصة بالمنح والتعويضات المشتركة لقطاع الصحة، ومطابقة العلاوات التحفيزية مع الأصناف الثلاثة للممارسين الأخصائيين للصحة العمومية· وقد شهدت المستشفيات، أمس، انخفاضا في نشاطها واتسمت قاعات الانتظار المخصصة للمرضى المقبلين على إجراء الفحوصات بوجود عدد قليل، مقارنة بالأيام العادية، على مستوى المؤسسة الاستشفائية المختصة في التجهيز الحركي ببن عكنون وبمستشفى مصطفى باشا الجامعي· وحسب المعلومات المستقاة من مصلحة إعادة التربية الوظيفية بمستشفى بن عكنون، فقد ألغيت بعض المواعيد التي حددها الأطباء المختصون للمرضى، وقد أبدى بعض هؤلاء تذمرهم من عدم إبلاغهم بهذا القرار من قبل مصالح المستشفى· وعلى مستوى قسم الفحوصات التابعة لمصلحة جراحة العيون بمستشفى مصطفى باشا، ألغيت مواعيد عدد كبير من المرضى· واعتبر ممثل النقابة بمستشفى بن عكنون الدكتور آكلي لماني أن ''الإضراب المفتوح هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة للضغط على السلطات المعنية''، مؤكدا التزام الأطباء المضربين بضمان الحد الأدنى من الخدمات، خاصة فيما يتعلق بالحالات المستعجلة وبالحالات القادمة من الولايات البعيدة· من ناحيته، أكد ممثل النقابة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي الطبيب الجراح جمال وارت أن ''الوضع الحالي الذي يعيشه الأطباء الأخصائيون في الصحة العمومية من انخفاض في الأجور وعدم التطور في المهنة أدى بالكثير منهم إلى التوجه إلى القطاع الخاص أو الهجرة إلى الخارج''·