كشف عرض ''الوحلة'' للجمعية الثقافية ''القناع المسرحي'' ولاية الوادي دائرة جامعة، عن مدى حاجة الجمعيات المسرحية في الجنوب الجزائري إلى تكوين جاد في التمثيل والإخراج وفهم لعملية الاقتباس· ''الوحلة'' استمدت فكرتها عن ''ثرثرة فوق النيل'' لنجيب محفوظ، إلا أنها جاءت بنفسية جزائرية محضة· دخل الممثلون الستة على جمهور مغنية، يلوحون بمكانسهم، التي تحوّلت إلى عصي يلوحون بها راقصين على إيقاع أغنية تراثية محلية: ''يا رجال الخيل·· يا الخيالة''، التي أخذت وقتا طويلا من حق الحوار المسرحي، شأنها شأن الأغنيات والموسيقى الأخرى ''الغيطة، علا، فرقة ميلانو··''، ولكن كان جليا أن الراقصين هم مجموعة عمال بلدية، يلبسون زيا موحدا، لا يحملون أسماء، لكنهم يعملون بكسل وتثاقل، يفكرون في أمور بعيدة عن واقعهم المزري· بعد دقائق معدودة من الرقص، يفصح العمال عن رغبتهم في الراحة، ولأجل ذلك يقررون الاحتفال، بعيدا عن رقابة المدير· تخفت الأضواء، لتمنح المشهد شكلا آخر، سمر وثرثرة، وتبادل سجائر واستهلاك مخدرات، سرعان ما تحملهم إلى عالم خيالي مغاير، فيصبح أحدهم رئيس بلدية ''بن علي لطفي''، وباقي زملائه ''ياسين بوشامخ، حجاجي نور الدين، بن قسوم عبد الحق، رياض حمية، فيصل شيخة''، يفاجئون بزيارة وفد مهم من ''فوق'' فيشعرون أنهم في ''وحلة'' أو مأزق، وتبدأ بعدها رحلة تبييض وجه القرية، بكل الطرق الممكنة لمداراة العيوب· أعاب النقاد على الفرقة، محاكاتها الشديدة للفيلم الجزائري ''كارنفال في دشرة''، وتحويلهم لفكرة نجيب محفوظ إلى مجرد ''كرنفال''، حيث لم يجتهد صاحب الاقتباس بن علي لطفي، في البحث عن النص الأصلي، واكتفائه بالفيلم الذي شاهده أكثر من مرة، كما صرح ل ''الأثر'': ''أنا لم أقرأ الرواية ولم أر النص أبدا لكني أعرف الفيلم وتابعته، وأعجبتني فكرة التقاء أصدقاء حول وضعه مزري وهم فاقدي للوعي''، وهو المشهد الوحيد الذي عثرنا عليه في المسرحية· جمعية ''القناع المسرحي'' الكائنة بدائرة جامعة ولاية الوادي، تأسست في ,93 بعد أن كانت تنشط في جمعية ألوان الثقافية والفنية، وأول ما أنتجت كانت مسرحية ''مدرسة الناجح'' .93 أما مسرح الطفل، فكانت البداية معه سنة 95 ''حمو في بلاد الفوانيس العجيبة''، و''حمو في بلاد البالونات'' كتبها راشدي محمد السعيد، وآخرها مسرحية ''التلميذ الكسول'' المنتجة في ,2010 والمعروضة بقاعة الموفار· في فئة الكبار، معروف عن لطفي بن علي اشتغاله في المونولوغ، وهو صاحب ''الهواوي'' الحائز على جائزة لجنة التحكيم في الوادي الأيام المسرحية لمدينة الوادي ,2006 و2008 بسكرة· وأحسن عرض في بجاية .2010 وعن ظروف إنتاج المسرحية يعدد لطفي: ''عدم استقرار الممثلين لارتباطات مهنية، وتنقلات بعض العناصر، ناهيك عن بطالة بعض العناصر''، مؤكدا في سياق آخر أن الجمعية بحاجة إلى ''فرص تكوين ومشاركات بورشات فعلية في التمثيل والإخراج''·