أكد المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست''، أن المدرسة الجزائرية تشهد تأخرا كبيرا في مجالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم والتعلم من المنهاج إلى الممارسة في القسم، مما يجعل الأساتذة يتصارعون مع الزمن بمجهود فردي لم يف بالغرض المنشود، من أجل تقديم الدروس وإنهاء البرامج· أوضح المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في بيان له، تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، أن الملتقيين الوطنيين التكوينيين اللذين نظمتهما وزارة التربية، لفائدة المفتشين في استعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، الأول خاص بمفتشي الفيزياء والثاني بمفتشي الرياضيات بالثانوية، يدخلان ضمن اهتمامات الوصاية بالتكوين والتكوين المتخصص كأولوية للرفع من قيمة مستوى التحصيل العلمي في المدرسة الجزائرية، وكذا السماح للأساتذة بالتحكم الجيد في البرامج الجديدة، مما يجعل تقديمها للتلاميذ يتم بطرق علمية بسيطة سلسة تخلصه من ضغط التقدم في البرنامج الذي كان هاجسا يجبره على التسرع والحشو في الكثير من الحالات، وهو ما أدى إلى ظهور إشكالية العتبة واحتجاج التلاميذ، وبالتالي فإن التلميذ يتلقى دروسه في ظروف مريحة بعيدا عن الضغط النفسي الناتج عن تراكم المعلومات وعدم تمكنه من استيعابها في المجال الزمني المحدد لذلك· وأعرب المجلس عن قلقه على وضعية المدرسة الجزائرية التي تشهد تأخرا كبيرا في هذه المجالات، مما يجعل الأساتذة يتصارعون مع الزمن بمجهود فردي لم يف بالغرض المنشود، وأكد أن التكوين المتخصص في هذه المرحلة يعتبر أولوية وفق استراتيجية شاملة تعتمد بالأساس على حتمية التنسيق بين المدارس العليا للأساتذة والمفتشية العامة للبيداغوجيا لوزارة التربية الوطنية، حتى يتسنى معرفة حقيقة احتياجات الواقع البيداغوجي والتربوي والتمكن من وضع استراتيجية شاملة للتكوين الابتدائي والمتواصل، بالإضافة إلى فتح مجالات للتكوين الأكاديمي المستمر للأساتذة الموجودين في الميدان، إضافة إلى ضرورة وضع استراتيجية للتكوين المحلي على مستوى المؤسسات والمقاطعات وبصفة مستمرة تحت إشراف المفتشين والأساتذة المكونين وأساتذة متخصصين في المجال التقني، حتى تعم الفائدة وتسمح بحل المشاكل المطروحة في حينها· كما طالب الكناباست بضرورة تكوين متخصصين تقنيين يعملون تحت إشراف المفتشين في الولايات، حتى تسهل عملية التكوين الجواري في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي أصبحت تتجدد وبصفة متسارعة، وتفعيل دور المركز الوطني المكلف باقتناء الوسائل وصيانتها ليتسنى تجهيز المؤسسات بوسائل موحدة، وكذا اعتماد مراكز للتكوين ولائيا وتكليف المفتشين والأساتذة المكونين بالتأطير مع تجهيزها بالوسائل العلمية والتكنولوجية اللازمة لتسهيل عملية التكوين المستمر لجميع الاختصاصات مع الاستعانة بخبراء ومختصين، كلما اقتضت الضرورة، وتشكيل مواقع إلكترونية مشتركة محليا وولائيا وحتى وطنيا، تسمح بالتواصل المستمر بين أفراد المؤسسة التربوية· من جانب آخر، ثمّن المجلس جهود المفتشية العامة للبيداغوجيا، على مستوى الوزارة، لكن في نفس الوقت أكد أنه يجب أن تكون جسور تنسيق حقيقية بينها وبين المدارس العليا والجامعات، مع تسهيلات تسمح للأساتذة بالاستفادة من التكوين الجامعي الأكاديمي المتخصص، والحصول على شهادات مثل الماجستير·· وغيرها، بشرط أن يبقى الأستاذ يمارس مهامه في قطاع التربية مع ترقيته في درجات عليا يجب استحداثها في القانون الخاص·