أغلق سكان حي سي مدني بالدويرة، أمس، جزءا هاما من الطريق السيار الرابط بين زرالدة وبوفاريك لمدة 3 ساعات تسبب في اضطراب كبير لحركة المرور، على خلفية معاناتهم من التزود بالطاقة الكهربائية. ولم تهدأ الاضطرابات بعد ذلك، بل انتقلت إلى وسط المدينة حينما طالبت مجموعة شباب بالاستفادة من فضاءات تجارية بالسوق الجواري هربا من مطاردات الشرطة على الأرصفة، حيث احتل بعضهم سطح البلدية، ولم ينزلوا إلا بعد مفاوضات عسيرة. وصف مير الدويرة مقدم صادق، أمس، باليوم الأسود، لما عاشه رفقة المنتخبين وعمّال البلدية من اضطرابات خلفها سكان بلديته، كانت سونلغاز سببا فيها، إذ خرج سكان حي سي مدني الذي تقارب ساكنته 5 آلاف مواطن، احتجاجا على الانقطاعات الكهربائية المتكررة، دفعت والي العاصمة -حسب مصادر إدارية مؤكدة- إلى التوقيع على تسخيرة للقوات العمومية، من أجل فتح الطريق الذي أغلقه المحتجون. لكن المعلومات التي تحصلنا عليها تقول إن اجتماع الوالي المنتدب لدرارية بالسكان ومنتخبين من بلدية الدويرة حال دون تنفيذ التسخيرة. وتروي شهادات من حضروا الاجتماع أن ممثلي السكان استمعوا إلى الوعد الذي افتكه الوالي المنتدب من مديرية سونلغاز ببولغين، بحل المشكل لجزء هام من الدويرة، في غضون شهرين. وأكد مير الدويرة، أمس، عقب قطع الطريق، أن مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء ''يعيشه بعض الساكنة منذ عامين، رغم أن البلدية تكفلت ببناء موقعين لمحولين كهربائيين، إلا أن التجهيز الذي يقع على عاتق سونلغاز لم يلتزم به، ويكون هذا التأخير من بين أهم أسباب نفاذ صبر الذين قطعوا الطريق''. ويقول منتخب آخر إن المفاوضات دامت قرابة ثلاث ساعات (من الثامنة إلى الحادية عشر) الفترة التي يعرف فيها الطريق السيار الذروة. بعد احتجاجات الكهرباء.. احتجاجات البطالة بعد انفراج الوضع بالطريق السيار تفاجأ المنتخبون عند عودتهم من اجتماع درارية باحتجاج جديد، أبطاله عشرات الشباب يشتكون مطاردات الشرطة على الأرصفة ومنعهم من التجارة الفوضوية، مقابل عدم وجود فضاءات تسمح لهم بالنشاط في المساحات التجارية لبلدية الدويرة، إذ دخل البعض إلى مقر البلدية لنقل انشغالهم لرئيسها، وسط هالة كبيرة من الفضوليين والمتعاطفين مع الشباب، ليتفاجأ العمال والمنتخبون بتسلل ثلاثة منهم إلى سطح البلدية مهددين السلطات العمومية في حال لم تلب مطالبهم. كانت الساعة تشير الى منتصف النهار تقريبا تقول شهادة أحدهم عندما شرع مفاوضون باسم مصالح الأمن والبلدية يحاولون حمل الشبان على النزول من السطح والتهدئة من الحالة الهستيرية التي كانوا فيها، إذ تطلب هذا الإشكال الجديد، للسلطات العمومية، من تعزيز قواتها من الشرطة تحسبا إلى اي طارئ ينتج عنه انتشار الشغب، ولم ينزل الشباب من السطح إلا في حدود الرابعة عصرا، بعد تسخير شاحنة تحمل رافعات ميكانيكية. رئيس البلدية يكشف أرقاما مرعبة عن الحياة الاجتماعية بالدويرة في المقابلة التي جمعتنا برئيس البلدية، يكشف أرقام مرعبة تبيّن الفارق الكبير بين الوضع الاجتماعي المعيش والوضع الاجتماعي المأمول. بلدية الدويرة، حسب المير- ''هي البلدية الأفقر بالعاصمة، لم تستفد من سكنات اجتماعية أو اجتماعية تساهمية كباقي البلديات، فقد وزع 50 مسكنا اجتماعيا تعود لعهدة المير السابق''، موضحا أن حجم طلب السكن ''يتجاوز 5 آلاف طلب، بينما المشاريع الموجهة لنا في حدود 3 آلاف مسكن مخصصة فقط لفئة السكنات الهشة، بينما الأزمة في الدويرة على هذا الصعيد تتجاوز هذه الفئة إلى فئات عديدة أخرى''. ويرشح رئيس البلدية النمو الديموغرافي في الدويرة إلى بلوغ 130 ألف نسمة، مقابل 80 ألف نسمة الحالية، وذلك خلال السنوات القليلة القادمة، وقال إن البلدية بالرغم من تربعها على مساحة 42 كيلومتر مربع إلا أن انعدام مناطق نشاط ومناطق صناعية، جعلها ضعيفة المدخول، ''إذ لا تغطي الجباية المحلية كافة المشاريع التي يعلق عليها السكان آمالا تنموية''. ويزيد على قوله '' إن 26 مليار سنتيم كميزانية سنوية عامة للبلدية لا تكفي لتغطية المشاريع بل أكثر من ذلك ''56 بالمائة منها تذهب لتغطية أجور العمال فقط. وأردف أن مشاكل البطالة والسكن تقع على رأس أهم المصادر التي تنتج الأوضاع الاجتماعية الهشة في البلدية.