قال الروائي أمين الزاوي، إن الراحل عمار بلحسن ''يعد أهم قصاص عرفته الجزائر''، انطلاقا من كتابات رضا حوحو ووصولا إلى جيل الشباب من المبدعين. تأسف الدكتور أمين الزاوي، لغياب الاهتمام الكافي بالكتابة القصصية للمرحوم عمار بلحسن، وتساءل الزاوي، عند نزوله ضيفا بجمعية الكلمة للثقافة والإعلام التي أحيت ذكرى ميلاد بلحسن، بالتنسيق مع جمعية الجاحظية، وبحضور جمع هائل من المثقفين، إلى جانب مجموعة من الإعلاميين، عن سبب الإهمال لكتابات ''قاص عظيم'' بحجم عمار بلحسن، حيث قال ''إن عمار بلحسن أصبح محل دراسة في الجامعات التونسية، إلى جانب الجامعات المصرية، حيث أنجزت بشأنه، مؤخرا، ثلاثة شهادات دكتورا لباحث ومفكر جزائري، غير أنه -للأسف- لا يوجد هناك دراسة مستقلة أو دراسة جامعية بالجزائر، وهذا ما يدعو إلى وجود خلل ما''. وتحدث أمين الزاوي عن خصوصية الكتابة القصصية عند بلحسن الذي وصفه ب ''العلامة في كتابة القصة''، وقال إن نصه منحوت، وهو لا يهتم بالكم وإنما بالنوعية، وهذا ما جسده في ثلاثيته ''الأصوات''، ''الفوانيس'' و''حرائق البحر''. وفي السياق ذاته، قال المتحدث إن القصة القصيرة عند عمار بلحسن تتشكل من مقاييس علمية ثابتة، حيث كانت القصة عنده يلتقي فيها الشعر والتاريخ والذات، وأضاف: ''كان عمار بلحسن منشغلا بالتاريخ، حيث كل قصصه مرتبطة بهاجس التاريخ الجزائري، وذلك بحكم أنه كان أستاذا جامعيا وباحثا في علم الاجتماع، وقد أفاده ذلك في التحليل والرؤية وقراءة المجتمع، فلم تكن قراءته ساذجة، فكانت مبنية على التحليل والرؤيا الصادقة''. ويضيف في الصدد ذاته، إن عمار بلحسن قصاص متأسس على القراءة والنقد والسوسيولوجيا والتاريخ، وهذا ما شهد له به الدكتور سعد الله، حيث قال إنه كان يتحسس اللغة الجميلة التي تؤدي المهمة التاريخية، وكانت معظم قصصه تصنف في مجال الشعر. وفيما يخص الحديث عن المجال السينمائي، كشف أمين الزاوي أن المرحوم لم يكتف بالمجال القصصي، وإنما لمس الجانب السينمائي، ومن بين السيناريوهات التي أبدع فيها سيناريو ''زبانا'' حيث أمسك ب ''دراما الإعدام'' التي عاشها الشهيد أحمد زبانة. وأكد أمين الزاوي خلال حديثه عن الوقفة الرمزية للقاص عمار بلحسن، أنه نجح إلى حد بعيد في إتقان اللغة الفرنسية بعد أن كان أحادي اللغة، وقال ''عرفته كقارئ مميز بفلسفة الأدب، غير أنه حين التحق بالمركز البحث أخذ يتحوّل بشكل رهيب وأدرك أن اللغة الأخرى تساعد على الإبداع أكثر، وهذا بعد أن كان أحادي اللغة''.