كشف دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية أن عدد الجزائريين الذين رفض تسجيلهم في قوائم الانتخابات بلغ عشرين ألفا، نافيا في سياق أمني أن تكون ''حدود الجزائر مغلقة مع مالي وليبيا، بل مفتوحة مع تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة''، مقدّرا عدد اللاجئين الماليين جراء النزاع الداخلي لبلدهم ب 30 ألفا، معتبرا أنه ''ما كان ليُكتب النجاح لندوة ليبيا قبل يومين لولا مشاركة الجزائر بمبادرتها الخاصة بالحدود''· عاد الوزير إلى موضوع التحضير للانتخابات التشريعية، من خلال قضية الطعون المرفوضة لتسجيل مواطنين بعد انقضاء آجال التسجيل في عديد ولايات الجمهورية، وقال ''لقد أراد كثيرون التسجيل في القوائم الانتخابية بعد انتهاء آجال المراجعة، ولكن لهم حق الطعن أمام رئيس اللجنة الولائية للإشراف على الانتخابات، وإذا لم تعالج قضيتهم على هذا المستوى، فبإمكانهم اللجوء للعدالة''· وقدر ولد قابلية عدد المرفوضين ب 20 ألفا، نافيا مسؤولية وزارة الداخلية على هذا الرفض، ''بل القانون الذي يقول إن الأشخاص الذين لم يسجلوا في الآجال المحددة ولم يقدموا ما يبرر تأخرهم يُرفض تسجيلهم''· أما بشأن الأحزاب التي تتهم الوزارة بعرقلة منح وصل إيداع الملف، فأوضح ولد قابلية بأن ''ذلك يتطلب الإطلاع على ملفاتهم الناقصة، رغم أننا نعمل على دراسة الملفات في 48 ساعة، بينما القانون يمنح فترة 60 يوما لمنح الاعتماد''· وبالمناسبة كشف ولد قابلية أن سبعة أحزاب ستعتمد اليوم، ليصل عدد الأحزاب الجديدة 30 حزبا· أما الأحزاب الجديدة التي لم تعقد مؤتمراتها التأسيسية بعد، فإننا ''نعمل على دراسة ملفاتها هي الأخرى، فمن لم يتسن له افتكاك الاعتماد والمشاركة في التشريعيات بإمكانه أن يكون في المحليات''· وردا على ساركوزي الذي اعتبر أن الجرائم المرتكبة في الجزائر خلال الاستعمار كانت من الطرفين، قال الوزير إن ''فرنسا ادعت أنها متحضرة وأنها ساهمت في نقل الحضارة إلى الجزائر، لكنها كانت السبّاقة لارتكاب الجرائم في حق الجزائريين، وما صدر عن الجزائريين لم يكن سوى رد فعل عما ارتكبه الاستعمار الفرنسي ولهم كل الشرعية في ذلك·''· وعن أوضاع المجاهدين اجتماعيا قال ولد قابلية ''كنت أعطيت رأيي قبل مؤتمر منظمة المجاهدين وقلت إن مرحلة الامتيازات انتهت بالنسبة إلى المجاهدين ويجب الالتفات الآن إلى فئة جديدة من الشعب الجزائري وهي الشباب، وأنا من الذين يبدون استعدادا تاما للتخلي عن منحتهم لصالح الشباب''· وأضاف ولد قابلية أن العائلة الثورية التي ينتمي إليها مطالبة، خلال المراحل القادمة، ''بالتجدد على مستوى الخطاب وآليات التعبئة الشعبية''· أمنيا وعلى الحدود الجزائرية، أوضح ولد قابلية أن الجزائر ''ليست طرفا فيما يحدث داخل مالي بين الحكومة والمتمردين، فهذا خلاف داخلي وليس من عادة الجزائر أن تتدخل فيه، لكن الجزائر حريصة على أمن حدودها ولدينا ما يربو عن 30 ألف لاجئ''، مكذبا غلق الحدود مع مالي و ليبيا''، لكن هناك إجراءات جديدة نظريا وعلى الأرض''· وبخصوص اجتماع ليبيا الأخير الذي شارك فيه قال وزير الداخلية ''لو غابت الجزائر عنه لكانت نتيجه صفر، لأن كل دول جوار ليبيا مثل التشاد ومصر والسودان والنيجر ليس لها القدرة على تنفيذ سياسة موحدة لأمن الحدود سوى الجزائر''، ولهذا نقلنا رسالة الرئيس التي مفادها ''أننا على استعداد للعمل مع إخواننا الليبيين لتأمين الحدود، ولهذا قمنا باقتراح إنشاء لجنة مشتركة لحماية الحدود''، فالجزائر آخذت احتياطاتها منذ عشرات السنوات، وتعمل على تعزيز قدراتها العسكرية هناك، وليس لها مشكل في التصدي لأي طارئ على الحدود''·