القرضاوي العالم الجليل، الذي أصبح مفتيا للناتو وأمير قطر، وضعته فرنسا في قائمة الممنوعين من الدخول إليها، لأنها ترى فيه الخطر الذي يهدد قيّمها وأفكاره لا تتوافق مع قيم الجمهورية الفرنسية· نهق حماري نهيقا مستفزا وقال: كانت فرنسا تحب القرضاوي حينما كان يلعن القذافي ومبارك وعبد الله صالح وبشار الأسد، وحتى أفكاره كانت بمثابة المبادئ التي يسير عليها الشعوب من أجل التحرر من رجس الحاكم الشيطان، حتى قتل من قتل وسجن من سجن ونفي من نفي ويصارع من يصارع، لكن حينما يصل الأمر لهم يصبح هو الشيطان الذي لا يجب أن يقترب من الدولة الفرنسية صاحبة الأفكار الديمقراطية التي لا تريد أن يدخلها العرب، كل العرب حتى الذين استعملتهم لترويج أرائها وتنفيذ خططها· قلت له ضاحكا: ''الشح فيه'' هو الذي قبل أن يكون أداة في يد القطريين والفرنسيين والأمريكان، وكان ناطقا بلسانهم ومدافعا عن خططهم· قال وهو يسخر مني: تصور أن فرنسا تفعل معك نفس الشيء ماذا كنت تفعل؟ قلت بلهجة حادة: أنا لست مثله، لست فقيها في الدين ولا عالما من علماء الإسلام ولا شيخا من الشيوخ، ومع ذلك لا أقبل أن تستعملني فرنسا وحلفاءها لتمرير ما تريد عن طريقي· قال ناهقا: أظن أن هذه ''الضربة على الرأس'' سوف تجعله يفيق مما كان يقول، وما كان يفعل ويعود إلى رشده ويكفيه كل ما فعل لحد الآن· قلت: هل كان يتوقع أن تتعامل معه فرنسا بهذا الشكل؟ قال: إن كان يتوقع فتلك مصيبة وإن لم يتوقع فهي مصيبتان، وهو الذي هدم المعبد بما عليه وأصبح كل كلامه يدعم ما يفعلونه، وصار يرى في الناتو هو حامي الديار وكل العرب شعوبا وحكاما حفاة عراة لا يصلحون لشيء· قلت: جاءه الجواب من فرنسا ورفضهم لدخوله لأراضيهم بمثابة الصفعة التي تجعله يتذكر أنه أيضا عربي وكل ما فعله لم يجعل النصارى يرضون عنه لا اليوم ولا غدا· قال: لا أحسده على ما هو فيه ولكن كان جديرا به أن يفكر قبل أن يفعل ما فعل، هل سينقذه الأمير القطري من هذا؟ وهل يستطيع حمد أن يتوسط له عند ساركوزي ويفرض عليه إعطاءه التأشيرة؟ لا أظن العرب دائما هم من ينفذون الأوامر وغيرهم يأمر ويتآمر، على كل، هذه ما هي إلا البداية وسوف نرى العجب مع فرنسا وغيرها·