أكد ممثلو المدارس الخاصة للتكوين شبه الطبي، أمس، أن الوظيف العمومي لا يعترف بالشهادات التي يمنحوها إلى الطلبة المتخرجين، المصادق عليها من طرف وزير الصحة، وهذا ما جعل مصير 5 آلاف عون شبه طبي مجهولا· كما أوضح أصحاب المدارس فرض الوصاية للتدريس بالنظام الجديد ''أل·أم·دي'' سيجعلهم آليا تابعين لوزارة التعليم العلي الذي يتطلب اعتمادا آخر، مؤكدين أن هذا الأمر لن يلقى نجاحا أبدا. أوضح الناطق الرسمي للمدارس الخاصة في التكوين شبه الطبي على المستوى الوطني غوتي شعبان، خلال تنشيطه لندوة في فضاء جريدة ''المجاهد''، أن القانون الجديد الذي فرضته وزارة الصحة والسكان على مسؤولي المدارس الخاصة، والمتعلق بانتهاج النظام الجديد ''أل·أم·دي'' في تكوين الطلبة، لا يمكنه أن ينجح لأن هناك عدة عوائق تمنعه من ذلك، إضافة إلى أن المدارس الخاصة حاليا تابعة لوزارة الصحة، وبعد أن تنتهج النظام الجديد سيلزمها بأن تكون تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما يتطلب -حسب المتحدث- طلب اعتماد آخر للمدرسة· وفي السياق نفسه، أكدت مديرة المدرسة الخاصة بولاية برج بوعريريج شهرزاد بن خلف الله، أن هناك مدرسة خاصة للتكوين شبه الطبي بولاية بجاية اعتمدت نظام ''أل·أم·دي''، لكنها تراجعت عنه في فترة لا تفوق 20 يوما، وهذا لعدم نجاحه· وذكر غوتي شعبان، أن هناك 17 مدرسة تكوين خاصة في شبه الطبي على المستوى الوطني، فيما تقدر المؤسسات العمومية 7 مدارس تكوين تعتمد النظام الكلاسيكي، و23 معهدا عاليا يعتمد على النظام الجديد. من جانب آخر، اشتكى المتحدثون من عدم اعتراف الوظيف العمومي بالشهادات الممنوحة للطلبة المتخرجين من مدارس التكوين الخاصة، حيث أكدت شهرزاد أن أغلبية المتخرجين يلقون صعوبات كبيرة بعد التخرج، وهم ممنوعون من التوظيف في المستشفيات العمومية، في الوقت الذي تعاني فيه هذه المؤسسات نقصا فادحا في عدد أعوان شبه الطبي، حيث أكد غوتي أنه يتم تسخير ممرض لكل 15 و20 مريضا، وهذا الأمر -حسبه- غير منطقي وغير معقول، فيما يبقى الآلاف من الأعوان بلا عمل أو العمل لدى المستشفيات الخاصة، حيث أوضح أن المرسوم التنفيذي رقم 11121الصادر بتاريخ 20 مارس 2011 والمتضمن القانون الأساسي الخاص بعمال قطاع شبه الطبي للصحة العمومية، لا يزال غامضا بالنسبة لخريجي المدارس الخاصة للتكوين شبه الطبي، حيث أبدوا قلقهم إزاء مصيرهم ومستقبلهم المهني، وذلك في الوقت الذي لم تصدر أية تعليمة أو قرار يمنحهم الحق في فرص التوظيف في المؤسسات العمومية لقطاع الصحة رغم مطالبة هؤلاء بطرق عديدة قصد تسوية وضعيتهم، وقد استغرب المتحدث التفرقة بين الطلبة الذين يدرسون في المدارس العمومية والذين يدرسون في المؤسسات الخاصة، بالرغم من أنهم يتلقون التكوين نفسه ويدرسون البرامج نفسها ويحصلون على الشهادة نفسها المسلمة من طرف وزارة الصحة، لكن رغم ذلك فإن الشهادة التي تسلمها المدارس الخاصة للتكوين في شبه الطبي في الجزائر غير معترفٍ بها عكس باقي بلدان العالم، حيث كشفت شهرزاد أنه مثلا في تونس يتم معادلة الشهادة والعمل بها، لكن في الجزائر غير معترف بها أساسا.