طالبت التنسيقية الوطنية لمؤسسات التكوين شبه الطبي الخاصة الوصاية والحكومة التعجيل في فتح حوار معها لتحديد مصيرها ومصير آلاف المترشحين الراغبين في الاستفادة من تكوين في تخصصات شبه الطبي والتي دأبت المعاهد الخاصة على تقديمها منذ سنوات مساهمة في تخرج ما بين 1000 و1500 ممارس سنويا في تخصصات التمريض وشبه الطبي..ودعت 17 مدرسة خاصة بالتكوين شبه الطبي المتواجدة على مستوى القطر الوطني إلى ترقيتها إلى مستوى معاهد عليا على غرار ما تم بالنسبة لمراكز التكوين العمومية. وقد انتقد رئيس التنسيقية الوطنية لمؤسسات التكوين شبه الطبي الخاصة السيد شعبان غوتي خلال ندوة صحفية نظمت أمس بمقر جريدة ''المجاهد'' موقف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي تجاهلتهم في المرسوم التنفيذي الخاص بالقطاع شبه الطبي الصادر في مارس من سنة ,2011 المتضمن تحويل 34 مركزا للتكوين شبه الطبي العمومية إلى معاهد عليا مستثنية بذلك القطاع الخاص الذي يشكل ثلث مؤسسات التكوين في الوطن. واستغرب محدثنا التجاهل التام إزاء مراكز التكوين الخاصة والمستقبل المجهول الذي ينتظرها خاصة منذ صدور المرسوم الوزاري الجديد الخاص بالانتقال من نظام التعليم الكلاسيكي الى نظام الآل آم دي الذي وعلى الرغم من مزاياه المتعددة إلا أن تطبيقه الفوري دون المرور عبر فترة انتقالية حال دون استعداد المراكز الخاصة لهذه المرحلة الجديدة خاصة أمام غياب الدعم والمساندة من قبل السلطات العمومية التي قدمت امتيازات للمعاهد العمومية دون الخاصة على الرغم من ان جميع المتكونين والمتخرجين هم شباب جزائريون دون استثناء. وعلى الرغم من محاولات الاتصال والتواصل مع الوزارة منذ أزيد من سنة إلا ان هذه الأخيرة لم ترد إطلاقا على مساعي التنسيقية التي لم تتلق أي رد وهو ما يفهم على انه تخلٍّ تام للوزارة الوصية عن القطاع الخاص الذي استثمر كثيرا وساهم في دعم المستشفيات وتوفير اليد العاملة المؤهلة بأزيد من 7 آلاف متخرج يعملون حاليا في قطاع شبه الطبي بالمستشفيات العمومية والخاصة وفي تخصصات هامة على غرار التمريض، ترميم الأسنان والتقويم الحركي وتخصصات أخرى. وقد التزمت مراكز التكوين الخاصة ومنذ دخولها النشاط بالبرنامج الوطني للتكوين وهو ما سمح لها بالحصول على الاعتماد الذي لا يتم إلا وفق دفتر شروط محدد من قبل الوصاية كما أنهم يخضعون الى مراقبة دورية من قبل لجان مختصة، بالإضافة الى إخضاع الطلبة الى امتحان نهائي وطني يتم على مستوى المعاهد العمومية وبإشراف أساتذة ومكونين يتم تعيينهم من قبل الوزارة قبل الحصول على الشهادة النهائية والتي على الرغم من كل هذا لا يعترف بها لدى فتح مناصب التوظيف من قبل الوظيف العمومي. وأوضح السيد شعبان غوتي ان الجامعات الجزائرية غير مستعدة للتكفل بالتكوين في تخصصات شبه الطبي رغم بعض المحاولات الفاشلة كتلك المسجلة بجامعة بجاية والتي لم تصمد لأزيد من شهر وهو ما يدفع بالسلطات الى دعم القطاع الخاص لسد العجز المسجل في سلك شبه الطبي والذي يفوق ال75 ألف منصب، علما ان هذا العجز جعل مستشفياتنا بعيدة عن المعايير العالمية في مجال التكفل الطبي والتي تحدد ممرضا لكل خمسة مرضى في حين بلغ معدل التكفل بمستشفياتنا بممرض لكل 20 مريضا على الأقل.