مضت أيام العيد التي أعطت مظهر الفراغ للمدينة، فوجد حماري نفسه يترنح وحيدا في شوارع العاصمة الخاوية· جاء كعادته ليشكو من الوضع وقال·· يا صاحبي انقضى الشهر الفضيل وصامت معه الدنيا كلها·· صامت الحكومة ووزراءها عن العمل··· صام العمال أيضا عن أشغالهم··· صمنا نحن·· كل على حسب قناعته وقدرته ومفهومه للصيام·· وها هو العيد أيضا يأتي ويذهب·· والمظهر الوحيد هو الخواء···؟؟ قلت له·· أيها الحمار المتذمر على الأوضاع لا يعجبك العجب ولا صيام رجب·· يجب أن تفهم أن حالة الإغماء التي تتكلم عنها يا حماري ليس لها علاقة بالعيد أو الصيام بل هي أصبحت موضة متجذرة في عقلية الجزائري سواء كان وزيرا أو غفيرا·· الناس سئمت و''الغاشي'' تعب، لذلك يبحث جاهدا عن فرصة ليدخل في حالة من السبات·· نهق حماري عاليا وقال·· ولماذا أنا لست معنيا بحالة السبات والإغماء التي تتكلم عنها؟؟؟ أنا أتابع بدقة ما يحصل وأحاول أن أجد الحلول المفترضة·· قلت له باستهزاء·· لأنك فارغ شغل·· هذا هو السبب الذي يجعلك تقتفي آثار الشعب والحكومة·· ما دخلك أنت أن تشتغل الحكومة أو تبقى في حالة الغيبوبة الكبرى التي دخلتها منذ أزيد من عشر سنوات؟؟ نهق حماري عاليا وقال·· ها أنت تعترف بنفسك أن الحكومة تعيش غيبوبة مستديمة·· والشعب أيضا·· كيف لنا أن نطلب من الشعب الحياة ورب الحياة ميت؟؟؟ صرخت في وجهه غاضبا·· أيها الحمار دعنا من ترهاتك العقيمة واترك أصحاب الأمر والزمام يرقدون في كهفهم ·· ودع الشعب يرتاح من نهيقك وكلامك ''الماسخ''·· يا حماري ما تزال أيام البركة والعيد لم يغادرنا بعد··· لم يعجبه كلامي وقال·· فعلا أنا حمار مزعج·· أكره الفراغ ·· أكره الاكتظاظ·· أنا حائر·· في أمري·· الأفضل أن أدخل أنا أيضا في السبات المميت ولا أتفرعن على الحكومة والشعب··