على الرغم من كل الهموم التي يعيشها المواطن من حرارة شديدة وناموس غريب وتحضيرات للشهر الفضيل الذي ستلتهب فيه الأسعار، إلا أن حديث المقاهي بدأ يدور حول الرئاسيات القادمة. نهق حماري اللعين الذي يعتبر من أبرز منشطي هذه الأحاديث السياسية في مقهى الحي خاصة عندما يلتف حوله من يجهلون دواليب السياسة، فيطلق العنان لأفكاره وخياله... ويبدأ بالتحليل والتفلسف حتى تظنه مستشارا مهما في دواليب السلطة. قلت له ساخرا... لماذا تشغل الناس بأحاديثك الفارغة؟ قال... وهل الحديث عن مستقبل البلاد يعتبر فارغا؟ قلت... لو كنت تملك معلومات حقيقية يمكنك أن تتحدث ولكن كل كلامك مجرد تخمينات وأحاديث مقاهي.. قال ناهقا... ولكن حديث المقاهي هو الذي يتحقق.. قلت مستغربا... كيف ذلك؟ قال... ألم أقل لك في الانتخابات الماضية إن الأفلان سوف يغزو البرلمان وسيخطف أغلب المقاعد؟ قلت... نعم قلت يا حماري ولكن ليس كل مرة يتحقق القول؟ قال... المعطيات هي التي تتكلم وأنا لا أنطق عن الهوى بل أحلل ما أملك من معلومات أولية. قلت... الرئاسيات شيء والتشريعيات شيء آخر لا يمكن أن تخلط هذا بذاك؟ قال ناهقا... السياسة كلها كِيف كِيف ومن قال غير ذلك فقد كذب... أنا فعلا حمار ولكن في كثير من الأحيان أفكر أحسن من البشر.. قلت... هي إذن قل من سيترشح للانتخابات القادمة؟ أطلق نهيقا مخيفا... مريبا وقال... أنا لا أعرف الأسماء ولكن الشيء الذي يمكن أن أؤكده لك أن لا شيء يتغير، فالنظام هو نفسه سواء بزيد أو ببوزيد...